الأربعاء 24 ديسمبر 2025
فن وثقافة

الصويرة تستعد للدورة التاسعة لمهرجان الجاز تحت الأركان في هذا التاريخ

الصويرة تستعد للدورة التاسعة لمهرجان الجاز تحت الأركان في هذا التاريخ مشهد من الدورة السابقة للمهرجان بدار الصويري
تحت سماء الصويرة الزرقاء، وفي فضاءاتها التي تحمل عبق التاريخ، تستعد المدينة لاستقبال الدورة التاسعة من مهرجان الجاز تحت الأركان، الذي تنظمه جمعية الصويرة موكادور بالفضاء الإجتماعي والثقافي الصويري دار الصويري، من 27 إلى 29 دجنبر 2025.
 
 وهكذا، تصبح مدينة الصويرة التي أدرجتها اليونيسكو ضمن المدن المبدعة، مسرحا تتلاقى فيه أنغام الجاز الأوروبي والغربي مع إيقاعات العالم المتنوعة، لتنسج سيمفونية من الأصالة والابتكار، ويشعر الزائر بأن الموسيقى تتنفس في أزقتها  العتيقة.
 
مع خيوط الليل الأولى، تتحول الساحات إلى جلسات ارتجالية مفتوحة (Jam Sessions)، حيث يتلاقى الفنانون على إيقاع اللحظة، يتبادلون الأنغام والأفكار 
وفي أجواء حميمة تنبض بالإبداع.
 
 وفي بيت الذاكرة، تتحرك الكلمات والأنغام جنبا إلى جنب، بين ندوات فكرية وحفلات موسيقية مكرسة لأقاليمنا الجنوبية، ضمن احتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، فتتجلى الثقافة كأداة حية للتنمية والتواصل.
 
تتوج هذه الرحلة الموسيقية، بمشاركة المعلم محمد بومزوغ في مشروع فني جماعي يمزج بين الجاز والإيقاعات الكناوية، لتصبح الموسيقى جسرا بين الماضي والحاضر، بين الروح المغربية وحرية الإبداع المعاصر.
 
 
يمزج برنامج المهرجان بين التنوع والثراء، إذ  يفتتح اليوم الأول ثلاثي محمد درويش (المغرب- بلجيكا -رومانيا) بعروض تمزج الجاز المعاصر بالموسيقى التقليدية، تتلوه فرقة JET Fuel (الدنمارك - غامبيا) التي تغزل الجاز بالجذور الإفريقية، قبل أن تختتم الليالي بجلسات ارتجالية تجمع موسيقيي المدينة وضيوفها في انسجام تام.
 
في اليوم الثاني، يسطع ثلاثي JD Allen (الولايات المتحدة – إسبانيا) وثلاثي Andrés Coll – Cosmic Trio (إسبانيا – بولندا) بأنغام حرة ومبتكرة.
 
وببيت الذاكرة، تقام ندوات موسيقية وفكرية، وسهرة مميزة لفرقة بنات عيشاتة وفرقة محمد باية للموسيقى الحسانية، لتصبح الأصالة والمعاصرة لوحة موسيقية واحدة.
 
أما اليوم الثالث، فهو رحلة استثنائية بين Mosaic Duo – يعقوب كارلسون / رحني كريجة وثلاثي Munsch يلتقي مراد بلوادي، قبل أن يُختتم المهرجان بحفل يمزج بين الجاز والإيقاعات الكناوية مع محمد بومزوغ،  في تجربة نابضة بالروح الثقافية العميقة للصويرة، المدينة التي جعلت من الثقافة نبضا للتنمية وإشعاعا عالميا، لتؤكد بكل فخر أنها حقا مدينة مبدعة.
 
يشار، أن المهرجان يشكل حدثا ثقافيا بارزا يتجاوز حدود العروض الموسيقية، ليصبح فضاء متميزا للتقاسم والحوار والتبادل الفني، مما يتيح إرساء تعاون دولي فريد بين الفنانين من مختلف أنحاء العالم.
ويعد نموذجا فريدا للقاء بين الثقافات، حيث يمكن للفنانين المغاربة الاستفادة من تجارب نظرائهم العالميين، بما يعزز قيمة التراث الموسيقي الأصيل ويثمن غناه.
 
كما يكتسب المهرجان أهمية خاصة بالنسبة لجيل الشباب من فناني الجاز والموسيقى العالمية في المغرب وأفريقيا، إذ يوفر لهم منصة مميزة للتعريف بمواهبهم، وإبراز قدراتهم الفنية على الصعيد العالمي أمام جمهور متنوع ومتعدد الثقافات.