الأحد 19 مايو 2024
خارج الحدود

"دار الحجر" اليمني معلمة تاريخية.. جذور في الصخر واغصان في السماء

 
 
"دار الحجر" اليمني معلمة تاريخية.. جذور في الصخر واغصان في السماء "دار الحجر" الأثرية
منذ 3000 سنة قبل الميلاد وعلى أنقاض قصر سبئي قديم، شيد قصر "دار الحجر" على صخرة غرانيتية ترتفع  بحوالي 35 متراً على سطح الأرض.  
ويعتبر قصر الحجر، الذي يبعد بحوالي 15 كيلومتر عن العاصمة صنعاء، من المباني التاريخية ليس في اليمن وحده بل في العالم، والملفت في هذا الرمز الأثري هو هندسته المعمارية الفريدة والتي أظهرت المبنى كأنه نبت من الصخور التي يتربع على قمتها وسط واحة  وادي الظهر الخضراء الهادئة.. 
ويقول الباحث في التاريخ اليمني، فكري آل هير، إن بناءه لأول مرة ربما كان في العصر الخامس من عصور مملكة سبأ، وهو العصر الذي يطلق عليه المؤرخون حالياً تسمية "عصر المملكة الحميرية"، التي أسسها الملك "أريم ملشان ذو يزن"، مؤسس السلالة الملكية اليزنية الشهيرة، التي ظهرت في بداية القرن الرابع الميلادي، وهو الملك الذي يُنسب إليه فعلاً بناء قصر "دار الحجر" للمرة الأولى.
ويشير آل هير خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية" إلى أن الملك "أريم ملشان ذو يزن كان قد نقل عاصمة مملكته من ظفار ذو ريدان في وسط اليمن إلى صنعاء".
ويتعزز هذا الرأي، بحسب آل هير، بوجود إشارات إلى "تسمية القصر  بـ"ذي ريدان"، وهذه التسمية أطلقت عليه على سبيل التيمن، وهي عادة يمنية قديمة، أن يتيمنوا بتسمية المناطق الجديدة التي استقروا فيها بأسماء المناطق التي انتقلوا منها".
ويرجح آل هير ذلك في ظل "شح ما تذكره المصادر التاريخية لهذه الفترة عن قصر "دار الحجر"، وعن غيره من القصور والمعالم المعمارية، وهو ما يعطي انطباعاً بأن القصر ظل خراباً ومهملاً حتى أواخر القرن الـ 18، عندما اقترح المعماري علي بن صالح العماري على الإمام المنصور علي بن العباس إعادة بناء القصر، ليكون منتجعاً صيفياً له، وتم بالفعل ترميم القصر، وبالتحديد الجزء الذي يغلب عليه اللون الأسود، ثم جرت إضافة أجزاء جديدة إليه خلال عهد الدولة المتوكلية (1918-1962)".. 
بالإضافة إلى قيمة "دار الحجر" الأثرية والتاريخية، فإنه يعد من أهم المعالم السياحية التي لا تنقطع عنها الوفود السياحية المحلية طوال العام، بالإضافة إلى الأهمية الكبيرة التي حظي بها من قبل السياح الأجانب، الذين كان ولا يزال قصر "دار الحجر" أهم وجهاتهم السياحية.