الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

الهجرة من المدينة للبادية تؤثث عشرات المساكن الفخمة ببنسليمان..

الهجرة من المدينة للبادية تؤثث عشرات المساكن الفخمة ببنسليمان.. بنايات جميلة بدأت تؤثث فضاء جماعة أولاد يحيي لوطا

منذ فجر الاستقلال تميزت بلادنا بظاهرة الهجرة من البادية للمدينة، وهو أمر طبيعي، كون المدن الكبرى، بشكل خاص، كانت تمنح لأبناء البادية فرصة العمل بالشركات والمعامل، والاندماج في الحياة اليومية من خلال القيام بالعديد من المهام، بحثا عن ضمان استقرار اجتماعي.

 

وخلال العقد الأخير، أصبحت ظاهرة الهجرة، بمختلف مناطق المغرب، معكوسة الوضع، حيث أن الميسورين ماديا، من ساكنة المدن، كثفوا من هجرتهم للبادية، وبشكل خاص بضواحي مجموعة من المدن (البيضاء والجديدة والرباط ومراكش وأكادير....). لكن، بضواحي مدينة الدار البيضاء أصبح الأمر مثيرا وبشكل لافت للانتباه، إذ أن بعض المناطق القروية صارت عبارة عن "مدن" غير مهيكلة، تضم بنايات فخمة وضيعات بجمالية كبيرة شكلت تكلفتها المالية مبالغ هامة. وأصبحنا نجد ضيعات تضم ملاعب رياضية ومسابح وقاعات للاجتماعات...

 

في نفس السياق أصبحت جماعة أولاد يحيى لوطا بإقليم بنسليمان واحدة من الجماعات الترابية القروية التي تحتضن أكبر نسبة من سكان المدن الذين استقروا بها (بشكل مؤقت أو دائم) خلال السنوات الأخيرة. هذه النسبة الهامة من سكان الجماعة الجدد هم من صنف السكان الميسورين ماديا، كون المساكن التي قاموا ببنائها بالمنطقة توضح ذلك وبكل جلاء، وهي المبناة على مساحات شاسعة وبجمالية كبيرة ..

 

لكن الكل يتساءل، هل نهج هذا التوجه يخدم المنطقة أم يخدم المستقرين بها؟

 

هذا السؤال طرحناه على فاعل جمعوي بالمنطقة، وصرح لـ "أنفاس بريس" قائلا: "إن ما تعيشه منطقة أولاد يحيى لوطا حاليا من هجرة مثيرة للباحثين عن الراحة من سكان المدن  هو أمر مستحب، ولكن وجب تقنينه وتحديده بشروط موضوعية، كون تحويل المنطقة لعشرات المساكن المؤقتة بشكل مبالغ فيه لا يخدم تنمية الجماعة أولا، على اعتبار أن هؤلاء السكان لا يأتون هنا  للاستثمار، بل هدفهم هو البحث عن الراحة، خاصة في نهاية الأسبوع".

 

وأضاف محاورنا، كان من المفيد البحث عن مشاريع تنموية للمنطقة بدلا من فتح الباب أمام هجرة "الميسورين ماديا" للاستقرار بتراب هذه الجماعة بالذات..

 

وختم تصريحه قائلا، "لا تفوتني الفرصة من دون التأكيد أن بعض المستشارين استفادوا من هذه "الهجرة" واستفادتهم كانت مادية، كون بعضهم تحولوا لسماسرة الأراضي والعقارات وبشكل علني".