الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

نور الدين الطويليع : ساكنة اليوسفية تفضل العطش على شرب ماء ملوث تسبب في تفشي أمراض مختلفة

نور الدين الطويليع : ساكنة اليوسفية تفضل العطش على شرب ماء ملوث تسبب في تفشي أمراض مختلفة نور الدين الطويليع، ومكتب الماء الصالح للشرب
في سياق أزمة الماء الصالح للشرب، وقلق ساكنة اليوسفية بخصوص تغير طعم الماء ولونه وذوقه، خلاف خاصية الماء علميا، عادت موجة التدوينات والتعاليق الاحتجاجية عن شرود المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ومحاولة هروبه إلى الأمام ببلاغات وتوضيحات تخالف رأي الساكنة التي تعرف جيدا "مائها العذب" الذي كان يأتيها من الفرشة المائية ببحرية الخوالقة التي كانت تكنز أكبر احتياطي مائي على المستوى الوطني.
الإعلامي نور الدين الطويليع خص جريدة "أنفاس بريس" بورقة في موضوع غليان مدينة اليوسفية بخصوص تغير الماء الصالح للشرب الذي جلبه ذات المكتب عبر قنوات مائية من سواقي سبت لمعاريف لتزويد الساكنة بالماء الشروب بطعم وذوق ولون آخر.. مما تسبب في حالات مرضية عرفتها مدينة اليوسفية مؤخرا.
"كم هو مقرف أن ترى أبناء اليوسفية محملين بالقنينات البلاستيكية لجلب الماء من آبار دواوير تقع بروابض المدينة، متجشمين في ذلك عذابا أرجعهم إلى زمن ما قبل الاستعمار.
كم يبدو تصرف مكتب الماء أرعن وغير مسؤول، وهو يرسل مواطني المدينة اليتيمة إلى المستعجلات بعد إصابتهم بالمغص ووقوعهم ضحية أمراض الجهاز الهضمي، بعد أن اضطروا لشرب ماء ملوث سبح فيه الإنسان والحيوان، واتخذته الدواوير التي تمر بها ساقيته فضاء مناسبا للتخلص من جيف حيواناتها.
كم تبدو وطأة شعورنا بالغبن كبيرة في ظل هذه الخطوة التي جعلت الكثير منا يفضل العطش على شرب ماء ملوث سيجعله يفرغ أمعاءه، ويبحث عمن يقرضه مالا ليشتري الدواء، ثم تصفعه فاتورة مائية "غليظة سمينة"، يرافقها تحذير الإخلال بموعد الأداء الذي يعني أداء غرامة مالية تأديبية، حتى لا يعود مرة أخرى إلى اقتراف التماطل.
كم هو محزن ومشعر بالدونية والهوان أن تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بشكاوى مواطني مدينة اليتم والضياع والتوتر العالي من ماء الساقية الملوث، دون أن يكلف مكتب الماء نفسه عناء التواصل معهم، وإخبارهم بالحقيقة، وكأنهم طابور عاشر لا يستحق حتى أن يبصق على وجهه.
نميل كثيرا إلى استبعاد نظرية المؤامرة، لكن، ونحن نشاهد الضربات تتوالى، والمشاريع ترحل أو تتوقف، والمصالح مغيبة، ثم ينضاف إليها حرمان من ماء، وجلب لماء آخر، في انتظار أن يقدم الصالح الذي كان لمن يستحقونه خارج الإقليم ، ويرغم من تصله لعنة الانتماء إلى المدينة اليتيمة على عب الفاسد، حينها سنكون مرغمين على أن نقول لمهندسي القتل البطيء: كفى، لقد كفيتم ووفيتم بسياسة الخنق والفتك النفسي، ووصلتم بنا إلى المنحدر، وحق لكم أن تتملوا بآهاتنا وصراخنا واصطراعنا، ونبشركم أنكم ستجنون، عما قريب، أرضا محروقة، وأكبادا محترقة، وقلوبا خافقة بالذل والهوان، أما الأجساد فقد خارت وأنهكها الضيم، فلتحفروا لها قبورا، مع ارتيابنا في إمكانية قبول الأرض استقبالها لأنها تسممت بقرفها وحزنها وغضبها، ولا يستبعد أن تقتل كل دودة سولت لها نفسها الاقتيات منها".