الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى الويزي: أقلتم تعليما "عن بعد" !

مصطفى الويزي: أقلتم تعليما "عن بعد" ! مصطفى الويزي
البلاغ الأخير لوزارة أمزازي بخصوص الدخول المدرسي لا يختلف عن سابقيه ويثبت مرة أخرى أن الذين دبروا أزمة كوفيد بالمغرب يفتقدون لحس تواصل الأزمة، بل أنهم لم يتعلموا مع مرور الوقت كما فعل آخرون في بقاع عديدة...
بلاغات آخر دقيقة، تمديد العطلة، العودة للعمل، نهاية السنة مع الاستمرار في التدريس، عدم التدخل في مشكلة الأسر مع مؤسسات التعليم الخاص...! كلها تركت أثرا عميقا في نفوس الناس وأبانت عن نفس تواصلي معيب، إن لم نقل كارثيا... 
شحنات كثيرة من الخوف والتهويل والتردد تشتم من مضامين البلاغ ومن طريقة صياغته، ما جعل الناس تتداول الموضوع بقدر كبير من الشك والتشويش وعدم القبول. ليبقى السؤال الذي يعيده الكل: ماذا تريد الوزارة بالضبط؟ 
فأن تتحلل من القرار في لحظة الأزمة هو قمة اللامسؤولية وأن ترمي بالمسؤولية للأسر والأولياء هو عبث وقلة مروءة سياسية. ماذا لو أصرت الأسر في أغلبها على عدم متابعة الدروس حضوريا ؟ و ماذا لو اختاروا العكس؟ هل تدارس الوزير ومستشاريه هذه السيناريوهات؟ 
على الوزير أمزازي أن يعرف أن الكل عاش فترة ما سمي "التعليم عن بعد" ولهم تقييمات في الغالب متقاربة تلخص في كون بلدنا بعيد كل البعد على الفوز بهذا التحدي دو الأبعاد التكنلوجية، لكن أيضا الاجتماعية والثقافية. وما سكوت الناس وتغاضيهم إلا لكون اللحظة لا تحتمل الكلام ولا النقاش، وركز الجميع على الأهم وعدم صب الزيت على النار... 
شخصيا وعدا بعض المعاهد العليا وبعض المئسسات القليلة، أرى أن "التعليم عن بعد" وبكل البساطة الموجعة لم يكن! عندما يأتيك تقييم الفئات المتوسطة لهكذا وضع فلا تضع وقتك في سؤال رأي الفئات الأخرى لئلا تفاجئ أو بالأحرى "تفاجع"... لقد سمعنا وقرأنا جميعا بطبيعة الحال عن تلاميذ من هذا البلد لا يتوفرون على أدوات إلكترونية بالمرة، وآخرين لا يتوفرون على التغطية بالكامل والبعض صبيب الأنترنيت لديهم سلحفاتي، ونتمنى أن لا نفاجئك السيد الوزير بالقول أن التعبئة تظل مشكلة رئيسية عند أغلب العائلات المتوسطة في المجال الحضري، وهذا يعفينا عن الحديث عنها بالقرى... 
بعد كل هذا، يمكننا أن ندخل مرحلة تفييم هذا "العن بعد" الذي سميتموه "تعليم"! الأساتذة غير متمكنون من آليات التعامل الإلكتروني، بعضهم أي نعم طور إمكانياته في هذا المجال بمجهودات شخصية، لكن البعض الآخر و هو أغلبية لم يلقي ولو درسا واحدا بشكل مباشر ... للإخبار فقط مؤسسة إعدادية عمومية اكتفت طوال فترة "الحجر الصحي" بدروس عبارة عن صور وتعليقات ... ولا درس واحد مباشر بتقنية "الفيديو كونفيرونس" ... ولا واحد !!!... وأتكلم هنا وأنا الأب الذي يدرس أبنائه بجميع الأسلاك والأستاذ الذي يدرس في الجامعة المغربية العمومية ومعاهد خاصة. 
طبعا، نحن نركز عن رفض سيناريوهاتكم، لأن لا أحد طلب منا رأينا ولا أحد سألنا عن تقييمنا كآباء ولا كأساتذة عن هذا المسمى "تعليم عن بعد"... فلو رغب صاحب القرار في مقترحات لكان طلبه...