الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

"الذاكرة والمجال" على طاولة قدماء المقاومين بالدار البيضاء

"الذاكرة والمجال" على طاولة قدماء المقاومين بالدار البيضاء جانب من أشغال الندوة عن بعد
نظمت النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بابن امسيك ومولاي رشيد وإقليم مديونة يوم الخميس 16 يوليوز 2020 وبتنسيق مع فضائي الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بكل من ابن امسيك ومديونة، الندوة العلمية الثانية عن بعد حول موضوع "الدار البيضاء: الذاكرة والمجال".
ويأتي تنظيم هذه الندوة التي أشرف على تأطيرها النائب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في ظل الشروط الاحترازية التي تعتمدها إدارة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والذي يرمي إلى تكييف أنشطتها الفكرية والعلمية مع الوضعية الصحية الاستثنائية التي تمر منها بلادنا كمختلف دول العالم والمرتبطة بتفشي وباء كورونا المستجد.
وعرفت هذه الندوة تقديم ثلاث مداخلات علمية، حيث كانت البداية مع مداخلة الأستاذ الباحث في التاريخ عبد الصمد بنحيدة تحت عنوان "الواقع المجالي والاجتماعي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في زمن المقاومة"التي تناول فيها الجانب الاجتماعي لرجال المقاومة في مدينة الدار البيضاء وعلاقتهم بالمجال الجغرافي للمدينة خاصة بعض أحياءها التي عرفت أحداثا مشهودة في مرحلة المقاومة المسلحة وظلت راسخة في الذاكرة الجماعية للبيضاويين، إضافة إلى علاقة مورفولوجية المدينة بالانتماءات الاجتماعية للمقاومين المنتمين إلى الأحياء الشعبية والصفيحية التي ظهرت نتيجة الهجرات والتحولات الديموغرافية والبشرية التي عرفها المجتمع البيضاوي، ودور هذه الأحياء في اندلاع حركة المقاومة بالدار البيضاء ضد الاستعمار الفرنسي.
وفي مداخلة ثانية تحت عنوان "التطور التاريخي والمجالي لأحواز الدار البيضاء: مديونة نموذجا" توقف الأستاذ حسام هاب الإطار بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمديونة والباحث في التاريخ المعاصر والراهن في البداية عند بعض المعطيات الجغرافية والطبيعية والحضرية والديموغرافية التي تخص مجال مديونة، ثم عرج إلى الحديث عن أصول قبيلة مديونة وتركيبتها القبلية والبشرية، كما قدم التطور التاريخي لمديونة منذ فترة ما قبل "الفتح الإسلامي" مرورا بتشييد قصبة مديونة خلال مرحلة حكم السلطان العلوي المولى إسماعيل ووصولا إلى مرحلة الاستعمار الأجنبي. وبعد ذلك تناول الباحث العلاقة بين قبيلة مديونة والمخزن العلوي التي تميزت بثنائية المهادنة والصراع، كما قام بتقديم معطيات حول ظاهرة الحماية القنصلية والمخالطة التي انتشرت بشكل كثيف في مديونة وسهلت عملية التغلغل الاستعماري في مجال الشاوية، وختم مداخلته بالحديث عن دور قبيلة مديونة في انتفاضة الشاوية سنة 1907-1908 ومقاومتها للقوات الاستعمارية الفرنسية.
أما المداخلة الثالثة فقدمتها الأستاذ وفاء زيدان القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بابن امسيك والباحثة في التاريخ المعاصر تحت عنوان "التطور العمراني لمدينة الدار البيضاء"، حيث أشارت في معرض مداخلتها إلى تاريخ التهيئة الحضرية لمدينة الدار البيضاء وإلى أبرز المهندسين المعماريين الذين صمموا أحياءها ومعالمها وفق غايات تجمع بين الإحاطة بمنسوب الهجرة المتسارعة إلى المدينة وكذا التركز الصناعي والاقتصادي بأرجائها.
وتندرج هذه الندوة العلمية التي أدار أشغالها الأستاذ إسماعيل الأشكورة الإطار بفضاء بالذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بابن امسيك ضمن هذا الورش الثقافي والعلمي الواعد الذي أطلقته النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بابن امسيك ومولاي رشيد وإقليم مديونة حول تاريخ مدينة الدار البيضاء من مختلف الجوانب التاريخية والعمرانية والثقافية والبشرية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك في إطار عام يهدف إلى تثمين تاريخ هذه المدينة المقاومة وحفظ وصيانة ذاكرتها في أبعادها المحلية والوطنية والدولية، وذلك بتنسيق مع مختلف الشركاء المؤسساتيين والباحثين والمهتمين بتاريخ الدار البيضاء ومختلف هيئات المجتمع المدني.