جدتي الحبيبة المرحومة الحاجة غيثة بو هلال أو أم الغيث كما كنا نناديك. مضت 27 سنة على رحيلك و كأنها بالأمس القريب. كيف و من أين أبدأ ؟ هل أتحدث عن الشاعرة، أم أتحدث عن الفقيهة الحاملة لكتاب الله برمته، أم أتحدث عن الأم الشامخة و الصارمة، أو المرأة المعاصرة التي كانت بعبقرينها و ذكائها المفرط، سابقتا لزمانها .
أنت التي كنت تؤمنين بأن طريق العلم هو سلاحك الوحيد . فعندما سجلك والدك المرحوم سمحمد بوهلال في 1919، بالبعثة الفرنسية آنذاك، عارضته نخبة من المثقفين بالمدينة العتيقة بفاس، بعلة أن بنت التاجر محمد بوهلال لا يمكن لها أن تتمدرس على يد المستعمر. فأذخلك إلى دار القرآن (دار فقاهه آنذاك )، فحفظت كتاب الله برمته كما كنت تجيدين تفسير آياته.
فأصررت و عزمت في أربعينيات القرن الماضي على أن تمدرسي أولادك و بناتك، إبتداء من عبد الرحيم السقاط إبنك البكر و قرة عينك،المثقف و الملحن الحاصل على شهادة الدراسات العليا من جامعة فؤاد الأول بمصر . هذا الأخير بصم الأغنية المغربية بخالدات تعزف في كافة أقطار العالم إلى يومنا هذا، مرورا بالأستادة ثريا السقاط الأديبة و الشاعرة و الحقوقية و المناضلة الإنسانة الرقيقة ثم الأستادة بديعة السقاط الأديبة ، المثقفة، فالمرحومة فاطمة السقاط الأستاذة و الأديبة رحمهم الله جميعا. فأمي الدكتورة ليلى السقاط الحاصلة على شهادة دكتوراه دولة في الطب و بإمتياز من جامعة مونبوليي فرنسا في بداية سبعينيات القرن الماضي و آخر العنقود مفضلك محمد السقاط الصيدلي الحاصل كذلك على دكتوراه دولة في الصيدلة من جامعة مونبوليي فرنسا أطال الله في عمرهم.
لم يكن ما سلف ذكره بدون مشقة و لا عناء فقد ولدت تضحياتك نخبة من المثقفين المشهود لهم جميعا بذلك.
حضينا بمعاشرك بحكم أنك كنت تقطنين معنا أو بالأحرى كنت تقطنين مع إبنتك ليلى حتى قبل زواجها ففتحنا أعيننا عليك، فأحببتني الفن و الذكر و السماع و الشعر والموسيقى فأحببناك وبادلتنا حبا أكبر ... لازلت أردد في حديثي اليومي وبلا شعور مقولاتك وحكمك مما يجعل من عرفك عن كتب يستحضرك بقوة و يترحم على روحك الطاهرة .
نعم الأم و نعم المرأة المناضلة أيام الإحتلال و حتى بعد الإستقلال، نعم الفقيهة ونعم الجدة.
لروحك الندية يا ميلالا الغالية أم الغيت ألف سكنية و سلام
إبنك و حفيدك حمودة كما كنت تناديني
أنت التي كنت تؤمنين بأن طريق العلم هو سلاحك الوحيد . فعندما سجلك والدك المرحوم سمحمد بوهلال في 1919، بالبعثة الفرنسية آنذاك، عارضته نخبة من المثقفين بالمدينة العتيقة بفاس، بعلة أن بنت التاجر محمد بوهلال لا يمكن لها أن تتمدرس على يد المستعمر. فأذخلك إلى دار القرآن (دار فقاهه آنذاك )، فحفظت كتاب الله برمته كما كنت تجيدين تفسير آياته.
فأصررت و عزمت في أربعينيات القرن الماضي على أن تمدرسي أولادك و بناتك، إبتداء من عبد الرحيم السقاط إبنك البكر و قرة عينك،المثقف و الملحن الحاصل على شهادة الدراسات العليا من جامعة فؤاد الأول بمصر . هذا الأخير بصم الأغنية المغربية بخالدات تعزف في كافة أقطار العالم إلى يومنا هذا، مرورا بالأستادة ثريا السقاط الأديبة و الشاعرة و الحقوقية و المناضلة الإنسانة الرقيقة ثم الأستادة بديعة السقاط الأديبة ، المثقفة، فالمرحومة فاطمة السقاط الأستاذة و الأديبة رحمهم الله جميعا. فأمي الدكتورة ليلى السقاط الحاصلة على شهادة دكتوراه دولة في الطب و بإمتياز من جامعة مونبوليي فرنسا في بداية سبعينيات القرن الماضي و آخر العنقود مفضلك محمد السقاط الصيدلي الحاصل كذلك على دكتوراه دولة في الصيدلة من جامعة مونبوليي فرنسا أطال الله في عمرهم.
لم يكن ما سلف ذكره بدون مشقة و لا عناء فقد ولدت تضحياتك نخبة من المثقفين المشهود لهم جميعا بذلك.
حضينا بمعاشرك بحكم أنك كنت تقطنين معنا أو بالأحرى كنت تقطنين مع إبنتك ليلى حتى قبل زواجها ففتحنا أعيننا عليك، فأحببتني الفن و الذكر و السماع و الشعر والموسيقى فأحببناك وبادلتنا حبا أكبر ... لازلت أردد في حديثي اليومي وبلا شعور مقولاتك وحكمك مما يجعل من عرفك عن كتب يستحضرك بقوة و يترحم على روحك الطاهرة .
نعم الأم و نعم المرأة المناضلة أيام الإحتلال و حتى بعد الإستقلال، نعم الفقيهة ونعم الجدة.
لروحك الندية يا ميلالا الغالية أم الغيت ألف سكنية و سلام
إبنك و حفيدك حمودة كما كنت تناديني
ذ.حميد عدي، محامي بهيأة البيضاء