الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد جعفر: الرئيس التونسي قشة في مهب الريح!

سعيد جعفر: الرئيس التونسي قشة في مهب الريح! سعيد جعفر

إهداء إلى أصدقائي،

Amine Azirar

Iyad Sektaoui

 Abdesselam Kouchtir

 Abdessamad Trebak

Khalid Zarrouki

Abd Latif

 

تقاسمت مقالا لصديقي العزيز Bouda Ahmed يوجد في صفحتي ويبدو أنه قوم على أنه غير موضوعي من وجهة نظر الأصدقاء أعلاه الذي منهم المنتمي للبيجيدي ومنه من ميوله إسلامية محايدة ومنه من قرأه من زاوية الموضوعية.

 

أريد أن أضع هؤلاء الأصدقاء في صورة هذه الحقائق العارية.

 

إن زيارة قيس سعيد لفرنسا تكشف ضعف ميزان قوته. لنفصل العناصر السياسية للسيد قيس سعيد لكشف ذلك.

 

1- إن الزيارة جاءت بطلب من الرئيس التونسي نفسه ومعلوم ديبلوماسيا أن هذا النوع من الزيارات يكون غالبا لطلب الحماية كما حدث مع زيارة خليفة حفتر لمصر، وزيارة غوايدو وبولسانو لترامب، وزيارة أردوغان لبوتين إبان أزمة انخفاض سعر الليرة التركية، أو زيارة محمد بن سلمان لترامب، وزيارات اخرى يمكن استنتاجها في سياق الأحداث.

 

هذا النوع من الزيارات يكون محكوما بطقوس خاصة من الدرجة الثانية، حيث يتم استقبال الضيف بمسؤول من الدرجة الثانية وغالبا يكون عمدة المدينة التي يوجد به مطار النزول، وعند الاستقبال في باب القصر الرئاسي يتم تخفيف البروتوكول بأعضاء ديوان الرئاسة دون أعضاء الحكومة و دون رئاسة البرلمان والاكتفاء بالفرقة النحاسية.

 

في هذا النوع من الزيارات لا يتم الاتفاق على طريقة تصرف الضيف (غالبا يأتي تصرفات مذلولة من قبله طلبا للحماية كما حدث مع قيس سعيد نفسه)، ولكن يتم تحميل البروتوكول بغير قليل من الرمزيات الحمائية كمستوى علو كرسيي الضيفين (كرسي المضيف يكون أعلى من كرسي الضيف) و الخلفية في الحائط خلف الضيف (بعض الاشارات ذات الحمولة الاستعمارية غالبا كما حدث أثناء زيارة أردوغان لروسيا حيث وضع تمثال الملكة هيلينا التي هزمت العثمانيين، و وضع صورة الجنرال ديغول عند استقبال رؤساء وملوك المستعمرات السابقة).

 

هذا النوع من الزيارات غالبا يكون ad hoc وتفوح منه رائحة شروط عقود الإذعان، حيث تكون بنود الاتفاق المترتب عنه في اتجاه واحد مقابل شرط واحد يفيد الحماية كعبارة "وإن دولة كذا بحرصها على الأمن في العالم تؤكد على دعمها الكامل لدولة كذا في حقها في..."، أو عبارة "إن دولة كذا ترفض التدخل في شؤون دولة كذا وتؤكد على حماية سيادتها".

 

والحال أن خلاصات لقاء ماكرون- سعيد كانت من هذا النوع من البيانات اذ نص على "رفض فرنسا للتدخل الأحادي لتركيا في ليبيا في تأويل منفرد لاتفاق برلين" وأن "فرنسا تؤكد على  احترام سيادة جمهورية تونس".

 

إذن لماذا وضع قيس سعيد في هذا الوضع البئيس سياسيا والمذلول نفسيا؟

 

2- لذين يملكون حاسة قراءة التاريخ وحدسه يمكنهم استنتاج هذه الوضعية السياسية منذ ظهور هذا الأستاذ الجامعي في مقدمة الركح السياسي في تونس ثم ترشحه شبه وحيد في الانتخابات الرئاسية ثم نجاحه رئيسا في تونس في انتخابات لا مذاق ولا لون لها.

يمكن الرجوع لمقال كتبته في خضم حملة الرجل لوقي بكثير من الانتقاد، حيث لخصته فيما يلي: "إن قيس سعيد مرشح الرئيس سيكون أضعف رئيس في تاريخ تونس الحديثة للأسباب التالية:

 

1- فهو معزول سياسيا فلا حزب سياسي له ولا نقابة عمالية ولا جمعية حقوقية تمكنه من جبهة أو دعم سياسي في المنعطفات الاستثنائية.

 

2- سيجد قيس سعيد صعوبة كبيرة في الدفاع عن صلاحياته لثلاث أسباب:

 

- أولا لأن النظام برلماني وليس رئاسي في تونس، وهو ما يجعل صلاحياته شبه محدودة وسيكون تحت سلطة البرلمان.

 

- ثانيا لأن البرلمان تحت يد حزب النهضة ورئيسها الغنوشي وهذا سيزيد من صعوباته السياسية.

 

- ثالثا لأن قيس سعيد نفسه وظف خارجيا وداخليا لإضعاف أكبر مكونين معارضين إيديولوجيا في تونس وهما حزب نداء تونس و الاتحاد التونسي للشغل عبر تبني نفس خطابهما لكن دون اطار حزبي و نقابي.

 

وخلصت من هذا المقال إلى أن:

قيس سعيد صنع كدرع سياسي لحزب النهضة في مختبرات خارجية سياسية وتقنية، فهو مرشح ليبرالي فلسفيا وافتراضي عبر وسائط التواصل الاجتماعي دون مقرات وهذه هي خطاطات اثنتين من كبار مراكز الضغط في أمريكا وهما المعهد الديمقراطي الأمريكي NDI ومعهد كارنيجي للدراسات، اللذان يصرفان خطط ما يسمى المكتب الدائم للإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، والذي يتناوب ويشتغل بانسجام فيه الحزبان الديمقراطي والجمهوري بغض النظر عن من يوجد في البيت الأبيض.

 

ولهذا سيجد قيس سعيد نفسه في مواجهة مباشرة مع حزب النهضة الإسلامي رغم كل المجاملات التي ستكون بينهما، وسيلجأ إلى طلب الحماية الخارجية أولا لمنصبه وثانيا لنفسه، وأخيرا لرعاته.

 

وقلت بالحرف إن فرنسا التي ينتقدها المرشح قيس سعيد ويعتبرها دولة استعمارية ويطالب باعتذارها سيضطر لطلب دعمها وسيكون الثمن والمقابل غاليا وربما من كرامة قيس سعيد نفسه ومن كرامة تونس في النهاية.

 

ومن هنا نفهم سر الابتسامة الساخرة لماكرون عندما قبل قيس سعيد كتفه في أقسى أشكال الإذلال التي يمكن أن يتعرض لها رئيس دولة منتخب، فأحرى أن يكون رئيس دولة الثورات الشعبية.

 

لنصل الآن لصلب المقال بعد هذا البناء المنطقي سعيد بونانة و Abdessamad Trbekو Abde Latif

 

ما حدث في تونس لم يكن ديمقراطية كان تقوليبة سياسية خارجية لدعم الجناح الإخواني في النهضة ممثلا في الغنوشي.

كان من بين المقصودين من الدعم الثنائي الخارجي والداخلي هو بالضبط عبد الصمد مورو الرجل التونسي الوطني والذي سيدفع للاستقالة لاحقا من النهضة.

 

كانت عين الغنوشي منذ البداية على رئاسة البرلمان فهو الرئاسة الحقيقية في النظام البرلماني وعبرها يمكنه توسيع رقعة المرحلة رقم 2 من خطة الشرق الأوسط الكبير التي عهد لأردوغان بتنفيذها في الدول التي تم إسقاط رؤسائها ومن هنا جاء قرار الغنوشي باستقبال أردوغان وفتح المجال الجوي أمامه بقرار برلماني يدخل ضمن صلاحيات البرلمان في تصويت علني.

 

ثار مورو واحتج عشرات البرلمانيين التقدميين والليبراليين ولم يبق من حل أمام الرئيس قيس سعيد إلا طلب الحماية من الخارج وتحديدا من فرنسا وذلك بخلق التوازن بين محتلين عوض محتل واحد.

 

هذه هي الحقيقة عارية وهؤلاء الإخوانيون الذين يحلمون ليل نهار بالخلافة الإخوانية بقيادة الخليفة أردوغان و يبرمجون كل يوم بكاسيطة اسمها التدخل الإماراتي...

 

ارتاحوا أردوغان لا يفعل أكثر من استغلال جزء من ثروات البلدان التي يتدخل فيها خدمة لعرابيه الذين يوظفونه في حرب بالوكالة، ولكنه وكلما تحرك في اي اتجاه سيتذكر أن هناك رجل وطني صعب المراس عمل أردوغان كل شيء لإسقاطه وإركاعه ولكنه لم ينجح.

وبدون شك فأردوغان يحفظ جيدا اسم بشار الأسد مثلما يحفظ عرابوه اسم حافظ الأسد الذي دك حصونهم في أدلب قبل حوالي 33 سنة.

 

هذه هي الحقيقة فلا تحشدوا سيوفكم في جهة أخرى وناقشوا هذا المقال وصاحبه مستعد لنقاشكم بالدليل والحجة.