الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

د. طيب حمضي يوضح: لماذا رفع الحجر الصحي عن أطباء الأسنان دون صالونات الحلاقة والحمامات؟

د. طيب حمضي يوضح: لماذا رفع الحجر الصحي عن أطباء الأسنان دون صالونات الحلاقة والحمامات؟ الدكتور الطيب حمضي مع مشهد من داخل عيادة لطب الأسنان (أرشيف)

أثارت إجراءات تخفيف الحجر الصحي المتخذة، مؤخرا، بعض التساؤلات حول فاعليتها على مستوى بعض الأنشطة من طرف المواطنين، بل وذهب بعضهم إلى حد اعتبارها متناقضة.

في هذا السياق أجرت "أنفاس بريس" مع الدكتور الطيب حمضي، رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب، الحوار التالي:

 

+ تم السماح لأطباء الأسنان بفتح واستئناف نشاطهم في الوقت الذي مازالت صالونات الحلاقة مغلقة، خاصة بالمنطقة الثانية؛ أين تكمن خطورة العدوى في نظرك، هل لدى عيادات الأسنان أم في صالونات الحلاقة؟

- افتتاح عيادات طب الأسنان ومباشرة عملها في وقت مازالت صالونات الحلاقة مغلقة، قد يبدو فعلا لدى البعض من قبيل المفارقة. والواقع هو عكس ذلك وليس في الأمر أي مفارقة، بل المسألة منطقية. فاتخاذ قرار استئناف نشاط معين يتحكم فيه شرطان: الشرط الأول هو مدى توفر ظروف السلامة والأمان، والشرط الثاني هو ما تقتضيه الضرورة. بمعنى أنه بالنسبة لأطباء الأسنان هناك ضرورة قصوى اقتضتها مجموعة من الإكراهات أهمها حاجة بعض المواطنين إلى العلاج الذي ينتظرونه منذ وقت طويل ولأكثر من ثلاثة أشهر، وهي علاجات وتقويمات أساسية ومستعجلة كانت قد توقفت، لأن الكل كان يعتقد بأن مدة التوقف ستكون لمدة محصورة في 4 أو 5 أسابيع، إلا أن المدة طالت لأكثر من 3 أشهر، ولا يمكن إذن تأخير هذه العلاجات لمدة أخرى. من هنا كانت الضرورة طبية وأكيدة كي تفتح عيادات طب الأسنان أبوابها وتباشر نشاطها مع الحرص على أن تتخذ هذه العيادات كل التدابير الطبية الاحترازية المعتادة لضمان سلامة المرضى والعاملين بالعيادات من الأطباء أنفسهم ومساعديهم. وهكذا يبرز الفرق بين العيادات وصالونات الحلاقة، وهو رهين بضرورة الاستعجال، وليس فقط الخوف من العدوى من الوباء.

 

 + يلاحظ بأن حملة الوقاية ضد فيروس كورونا تؤكد على الماء والصابون، ولكن لماذا يتم إغلاق الحمامات التي تعتبر الأماكن التي تستهلك بشكل كبير مادة الصابون وتشكل بالتالي فضاء وقائيا؟

- بالنسبة للحمامات أكيد أن هذه الأماكن هي فضاءات للنظافة وتوجد بها مقومات ذلك من ماء وصابون...إلخ، ولكن ليست بهذه المواد سنضمن الوقاية من فيروس كورونا. فينبغي أن نعلم بأن الحمام مكان مغلق، وفيه رطوبة ودون تهوية، وهي الظروف الملائمة التي يفضلها الفيروس، إضافة إلى أن الحمام ليس فيه التباعد الاجتماعي المطلوب. لذا فالحمام وإن كان الماء والصابون متوفر فيه، فإنه مع ذلك يشكل الفضاء الخصب لانتشار الوباء. وكلما كان المكان مغلقا كلما ازداد احتمال وقوع الخطر.. وهكذا فالماء والصابون هو شرط يجب استعماله وسط حزمة من الإجراءات الأخرى، ومنها التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة والمعقمات الكحولية والتهوية، وبدون توفر هذه الإجراءات لا يمكن أن نعتبر الحمام مكانا آمنا بصفة نهائية.