كتبت الانفصالية أمينتو حيدار مقالا بعنوان:
اختفاء بصيري ونزيف كرامة "الديمقراطية" الاسبانية ادعت فيه بأنه " لن يمحو التاريخ أبدا العار عن الدولة الإسبانية وخيانتها التاريخية والمشينة لشعب الصحراء "الإسبانية" آنذاك الجمهورية الصحراوية/الصحراء الغربية حاليا، مهما حاولت النخب السياسية الاسبانية تغطية شمس الحقيقة بغربال مواقفها المتخاذلة وأضافت ."تنكرت إسبانيا عبر مسلسل لا يتوقف من الخيانات، من قبيل الجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبتها السلطات الإسبانية ضد المتظاهرين الصحراويين المسالمين في انتفاضة الزملة، وبعد اختطاف زعيم الحركة الوطنية الصحراوية آنذاك، الفقيد محمد سيدي إبراهيم بصيري..
اليوم، وفي الذكرى الخمسين لاختفاء الفقيد نريد عبر هذه الحملة (حملة ماذا جرى البصيري؟) أن يعلم العالم أجمع بأننا لن ننسى مفقودينا، وأننا لن نتوقف عن تحميل الدولة الإسبانية، بمختلف أجهزتها، المسؤولية الكاملة عن جريمة اختفاء الفقيد بصيري، الذي لم يرتكب من جرم سوى أنه آمن بحق شعبه في التحرر، وسعى لتحقيق ذلك بشكل سلمي، لم يرفع سلاحا ضد أحد، ولم يقتل أحد، ولم يعتدي على أحد. ومن هنا، أطالب بالكشف الكامل عن حقيقة ما جرى في أحداث انتفاضة الزملة لسنة 1970، وبتحميل لمسؤوليات للمسؤولين والمؤسسات الإسبانية(....)
انتهى كلام الانفصالية
لا أريد أن انجر للرد على هرطقة أمينتو وأمثالها ممن تنكروا لوطنهم وأهلهم، لأني أوجه قلمي وادخر جهدي لمواجهة أسيادها الذين تعمل تحت إمرتهم جنرالات الجزائر.. وكل ما قالته فهو مردود عليها، ويكفي أنها تستجدي عطف الاحتلال الحقيقي المستعمر الاسباني ضد وطنها المغرب وضد إخوتها في العرق والدين والدم.. وتستميت في الدفاع عن كون الصحراء مقاطعة إسبانية للحصول على جنسية المستعمر وحمايته ضد وطنها..
ويكفي أنها تحاول عبثا تزوير حقائق التاريخ وقرصنة محمد سيدي إبراهيم بصيري وهو المغربي أبا عن جد المنتمي الزاوية البصيرية بضواحي مدينة تزنيت بجهة سوس، والذي ولد وترعرع في مدينة طانطان وأطلق شرارة انتفاضة الزملة سنة 1970 لاستكمال تحرير الصحراء المغربية..
ونسيت الانفصالية المزعومة أن عمها من رجال السلطة برتبة باشا في الأقاليم الجنوبية، هي التي تتنكر لأصلها ونسبها، وتناست وهي تطالب إسبانيا بجبر الضرر، إنها استفادت كبقية المغاربة ضحايا سنوات الرصاص من الإنصاف والمصالحة وتلقت حوالي 400 ألف درهم (40 مليون سنتم).. ونسيت أن حرب تحرير الصحراء المغربية خاضها رجال جيش التحرير المغربي الأشاوس ليس في السبعينيات بل في الخمسينيات وتشهد بذلك العشرات من المعارك ومنها معركة ايكوفيون الشهيرة التي تحالف فيها الاحتلال الإسباني مع الفرنسي ضد جيش التحرير المغربي في العيون.. ونسيت أن قبائل الصحراء اجتمعت في أم الشكاك سنة 1956 لتعلن انتمائها للمغرب ورفضها الاحتلال الإسباني، وجددت بيعتها لمحمد الخامس في محاميد الغزلان سنة 1958،، ونسيت الانفصالية المزعومة أن الذي طالب بتقرير المصير في الصحراء هو المغرب الذي أودع طلبه الرسمي في الستينيات بلجنة تصفية الاستعمار لدى الأمم المتحدة.. ونسيت أن شيوخ وممثلي قبائل الصحراء (الجماعة الصحراوية ) بزعامة سيدي سعيد الجماني اقروا انتمائهم مرة أخرى للمغرب بعد اتفاقية مدريد سنة 1975...
إن التضليل والكذب قد ينطلي على بعض الناس لبعض الوقت، ولكن شمس الحق دائما تشرق لتزهق فلول الظلام ..
والخزي والعار لكل من خان وطنه وباع نفسه لخدمة أجندة النظام العسكري الجزائري الراعي الرسمي للانفصال..
أحمد نورالدين، محلل وباحث في القضايا الدولية و الصحراء المغربية