الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

امحمد الدحماني: كيف كنا وكيف صرنا....فحدثوا ولا تكونوا من الجاحدين

امحمد الدحماني: كيف كنا وكيف صرنا....فحدثوا ولا تكونوا من الجاحدين امحمد الدحماني
 
إلى حدود 25 نونبر 2011 لم نكن شيئا يذكر...بل أخاف أن أقول بأننا لم يكن لنا وجود، حتى هلت علينا طلائع الربيع العربي، فكان حصادنا منها ما كان... وسارت بذكره الركبان.
لم تكن لدينا طرق سيارة من أكادير إلى وجدة ومن أسفي إلى طنجة
ولم تكن لدينا موانئ عملاقة بالأطلسي وبالمتوسط..
ولم تكن لدينا محطات طرقية بمختلف مدننا من الداخلة حتى وجدة
ولم تكن لدينا مطارات في زاكورة وورزازات والداخلة والعيون والصويرة والراشدية..
ولم تكن لدينا لا سدود كبيرة ولا متوسطة ولا صغيرة..
ولم تكن لدينا لا محطات عملاقة لتوليد الطاقة الحرارية ولا محطات عالمية للطاقة الشمسية.
ولم تكن لدينا لا ملاعب ولا قاعات رياضية
ولم تكن لدينا لا خطوط للسكك الحديدية ولا قطارات
ولم تكن لدينا بمدننا لا حدائق عمومية ولا منتزهات
لم يكن لدينا أي شيء يذكر
لقد كنا من عدم ومن حطب....ننتظر السماء
كنا نتنقل بواسطة الجمال والحمير من عبدة إلى الشاوية عبر مسالك تثير الغبار و"العجاج" ونبيت بجانب أسوار المدن متلحفين بالسماء ونور النجوم والليالي المقمرة.
كنا نضيئ مساكننا بالفوانيس المشتعلة بالفتيلة، وبالشموع المصنوعة من بقايا عصير الزيتون.
كنا نلعب فقط، "هيه" و"الصك" و"غميضة" و"سيس" في الساحات الفارغة
وكنا نقطع وادي درعة و تانسيفت وأم الربيع وأبي رقراق وسبو وملوية بواسطة عبارات مصنوعة من القش وأخشاب الأشجار
كنا هكذا كما وصفت.
حتى أتانا الربيع العربي ـ المغربي ضاحكا مختالا
فشيدت القناطر والطرقات والسكك الحديدية والسدود والمطارات والمحطات الطرقية والموانئ والملاعب الرياضية وهيئت الحدائق العمومية...ووو
فأصبحنا بنعمة ربيعنا العربي ـ المغربي على ما نحن عليه الآن
فاشكروا ربيعنا المغربي، وحدثوا وهللوا بنعمه علينا ولا تكونوا من الجاحدين.