الخميس 28 مارس 2024
سياسة

شقران أمام: خمسة مداخل لبعث اتحاد اشتراكي جديد

شقران أمام: خمسة مداخل لبعث اتحاد اشتراكي جديد شقران أمام
 الـ “لا” التي تلفظ عن قناعة عميقة أفضل من الـ “نعم” التي تلفظ لمجرد الإرضاء، أو أسوأ من ذلك، لتجنب المتاعب .
المهاتما_غاندي
 
وعن أسباب النزول، وبكل الوضوح الذي لا شك سيتبعه ما يتبعه ، جوابا على رسائل استفهام كثيرة ، معقولة و صريحة ، و إشارات مبطنة من جوقة المصالح ، سيكون من المفيد ، و إن بعجالة، وضع بعض النقط على حروف يراد لها ان تظل مبعثرة في ذهنية المتلقي ، هروبا من وميض الواقع الكاشف :

1.  كنت فضلت عدم الخوض في تبعات صدور البيان الأخير للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ، الذي لم يعكس من جهة خلاصات ما تم الاتفاق بشأنه ، ونشر، من جهة أخرى، للعموم في لحظة كان يجب فيها، اذا لم يتم التوافق حول مضمونه ، تفعيل النظام الداخلي بالاحتكام للآليات الديمقراطية ، وبالتالي بيان من مع و من ضد ما جاء فيه بما يترتب عن ذلك قانونا و أخلاقا . و هو ما لم يتم ، بالشكل الذي تطرح معه عدد من الاسئلة المشروعة حول المشترك كشرط في البناء الجماعي .

2. وبالحديث عن الاخلاق ، والسياسة كذلك، لمن يتشدق بالحديث عن الاتحاد كمدرسة، سياسة الامر الواقع ، لم تكن يوما سلوكا اتحاديا، وليس الاتحاديات و الاتحاديين ، ومن موقع القيادة ، من سيقبلون بذلك ، لذلك خرج بعض عضوات وأعضاء المكتب السياسي، كل بطريقته وأسلوبه، للتنبيه إلى ما وقع، وبسط ملاحظات ومعطيات أمام الرأي العام الحزبي  و الوطني ، لتكون الصورة مكتملة من جهة ، و التحلل ، المشروع ، من مواقف لا تعكس بالضرورة بواعث قلقهم في تفاعلهم مع عدد من القضايا ببلادنا ، أوعلى الاقل، حتى لا تقدم كإجماع حزبي لا يعكس حقيقة المواقف و القرارات من جهة ثانية .. فما الذي يزعج حقا في الامر؟ ما الذي يستدعي حملة، مسعورة ، في مواجهة الرأي الآخر ؟ من يدفع الثمن في الأخير ؟ بل وكم يقبض الساهرون على محاولة تكميم  الافواه بالقذف والسب والتخوين بدعوى الدفاع عن القيادة و البيان و ........ 

3. ما يقع ، و هو أمر صحي رغم سلبيته ، يعكس حقيقة أن ثمة خلل ، عطب ، مرض ، أو حتى سوء فهم كبير ، يعيق انبعاث اتحاد اشتراكي جديد ، كبير بقواته الشعبية . اتحاد يجر معه أعطابه القاتلة منذ حوالي عقدين من الزمن ، رغم التشخيص القوي الذي جاء به التقرير التركيبي بعد نكسة 2007 الانتخابية ، الذي ظل للاسف حبرا على ورق مزقته الذاتيات والقرارات الخاطئة سياسيا و تنظيميا .. ثمة أسئلة كثيرة معلقة ، وستظل كذلك اذا لم تتوجه الارادة الجماعية صوب قراءة هادئة لمسار سنوات من التراجعات. قراءة لا يمكن مطلقا أن تكون محكومة بخطوط حمراء ممن يتوهمون امتلاك الحقيقة ، أو ، بكل وضوح : امتلاك الحزب .

4. المناسبة شرط كما يقال، والحديث عن مؤتمرعادي بروح استثنائية، كما جاء في بلاغ الاخوات والاخوة الاتحاديين بجهة سوس ، يشكل وبحق مدخلا، لنقاش موضوعي يستشرف المحطة المقبلة بمنطق القطيعة مع زلات الماضي . وهو الامر الذي ترسم خطوطه ارادة كل مناضل ومناضلة بأفكار ومقترحات ووجهات نظر، كلما كانت مستفزة لواقع الاتحاد كلما تداعت معها شروط التوجيه المسبق المحكوم بحسابات السيطرة على التنظيم ، وبأي وسيلة .. وقد عشنا في محطة المؤتمر التاسع ، كيف تناظر المرشحون للكتابة الاولى في برنامج مباشر أمام الراي العام الوطني و على قناة عمومية لتقديم تصورهم وبرنامجهم الذي يتعاقدون به مع الاتحاديات والاتحاديين .. فما الذي يمنع اليوم نقاشا عاما يهم مستقبل الاتحاد كحزب وطني ؟ .. 

5. اخيرا ، و الحديث في البدء بما يليه، وكمناضل ابن مدرسة الاتحاد، لا تهمه المواقع متى تعارضت مع المواقف و المبادئ والقيم المستمدة من مرجعية وروح حزب القوات الشعبية ، أعتبر أن الواجب يقتضي الجهر بالحقائق كما هي ، دون حسابات ذاتية ، ودون تردد في وضع الاصبع على مكامن الخلل .. الوطن اليوم في حاجة الى اتحاد اشتراكي قوي بمناضلاته ومناضليه و مشروعه المجتمعي ،. والواجب ، كل الواجب ، أن يعمل كل من موقعه على تيسير انبعاث جديد للحزب، حبا في الوطن، ووفاءا لتاريخ من النضال والتضحيات والصدق والصمود لرجالات ونساء سيذكرهم التاريخ بما قدموا، وبما خرج من فؤادهم نقيا طاهرا من أجل الوطن .
شقران أمام/ رئيس الفريق الاتحادي بمجلس النواب