الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

عثمان ماخون: اليوسفي دخل تاريخ المغرب من باب كبير اسمه "قلب المغاربة"

عثمان ماخون: اليوسفي دخل تاريخ المغرب من باب كبير اسمه "قلب المغاربة" عثمان ماخون

سيدي عبد الرحمن(*) الذي دخل تاريخ المغرب من باب كبير اسمه: قلب المغاربة

ليس من السهل أن يحوز الرجل كل هذا التقدير والاحترام والتبجيل، خاصة إذا ارتبط مسار هذا الرجل وتاريخه بالنضال الوطني وبالعمل السياسي وبالتدبير الحكومي؛ فهذه كلها حقول محفوفة بالألغام ومليئة بالمطبات، التي تنهك القدرات وتنال من المعنويات بسبب الضربات التي انهالت على الرجل سواء من طرف الخصوم أو تلك التي تلقاها من الأصدقاء والحلفاء، وما أشد مضاضتها...

 

أحب الناس سيدي عبد الرحمن،

وتبادلوا التعازي فيما بينهم لأن سيدي عبد الرحمن كان أحد أقاربهم،

وقريبا منهم بتواضعه وبصمته وبخجله،

أحبوه إلى درجة استفزاز وإثارة الغيرة لدى البعض،

غاروا من نظافة يد الرجل ومن العفة المثالية للرجل ومن النزاهة الفكرية للرجل، ومن الوطنية الصادقة للرجل...

 

سيدي عبد الرحمن لم يكن في حاجة لمن يرسم له صورة فوق القمر لكي يحبه الناس؛

ولم يكن في حاجة لمريدين يزعمون أن للرجل كرامات، يخترق بها الجدران لحضور المجالس؛

ودعه المغاربة بكثير من التبجيل، لأنه كان قريبا من عامة المغاربة، هنا بحي بوركون، حيث يعرف بقال الحي وخضار الحي ومصبنة الحي؛

ولم يكن بعيدا هناك حيث يحتمي خدام الدولة بحي السويسي أو بطريق زعير...

 

سيدي عبد الرحمن، رحل شامخا، وإن كانت تلك الغصة التي أرقته في مساره السياسي والحقوقي، تلك الغصة التي ذكرنا بها أحد أمناء سره مبارك بودرقة، حين قام بمنع ثلاثة صحف يوم كان وزيرا أول، تلك الغصة بحجم الخطيئة التي رافقته وهو الذي نذر حياته مدافعا عن المستضعفين والمقهورين وعن حرية التعبير والرأي والضمير، ذلك المنع الذي وصفه عبد الله العروي ذات خاطرة من خواطره، بأنه كان خبطة عشواء مناقضة لمواقفه المبدئية.

 

سيدي عبد الرحمن، يحق لك أن تنام قرير العين، سيحفظ لك المغاربة ذكرى الرجل الوطني النزيه النظيف العفيف، في وقت صارت فيه النزاهة والعفة ونظافة اليد أعز ما يطلب.

 

(*) استعملت عبارة سيدي عبد الرحمن تشبيها تكريما لصوفي مغربي يسكن الضمير الجماعي للمغاربة، إنه سيدي عبد الرحمن المجذوب