الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

مصطفى الجفال يستعرض إشراقات رفيقي النضال.. عبد الله إبراهيم وعبد الرحمان اليوسفي

مصطفى الجفال يستعرض إشراقات رفيقي النضال.. عبد الله إبراهيم وعبد الرحمان اليوسفي الفقيد عبد الرحمان اليوسفي، ومصطفى الجفال(يسارا)
رحم الله الفقيد عبد الرحمان اليوسفي وأسكنه فسيح جناته.
ها هو يوارى الثرى في المدينة التي أحبها، إلى جانب رفيق دربه المرحوم عبدالله ابراهيم في مقبرة الشهداء بالدارالبيضاء.
شاءت الأقدار أن تجمعني بالمرحومين ظروف خاصة.المرحوم عبدالله ابراهيم شاركته في كلية الحقوق بالبيضاء تدريس مادة تأريخ الفكر السياسي: هو كان يدرسها للسنة الثالثة (تاريخ الفكر الاغريقي والاسلامي )، وأنا وباقتراح منه كنت أدرسها للسنة الرابعة(من النهضة وحتى الحرب الكونية الثانية ). أهم ما في الأمر إننا كنا نتعاون في طريقة ومواضيع التدريس وقد مكنتني هذه العلاقة التي استمرت لعدة سنوات من الاستفادة من هذا الرجل العلامة الذي لازال المغاربة يدينون له بأول مدونة للأحوال الشخصية. لقد كان قائدا سياسيا فذا ومفكرا موسوعيا.
أتذكر أنه بعد مضي عدة سنوات أبلغني بأنه يرغب، لظروف صحية، التخلي عن تدريس المادة التي كان يتحمل مسؤولية تدريسها.
ورغم ذلك فقد كان حاضرا معنا حيث كنت أتشاور معه ،رحمه الله دائما. 
اما القامة الثانية فكانت المرحوم عبدالرحمن اليوسفي، فقد جمعني معه ظرف آخر. كان ذلك في سنوات 1971 حتى 1974 في باريس. كنت أنا في اتحاد طلاب فلسطين واتحاد الطلاب العرب، بينما كان هو نائب رئيس اتحاد العرب وكان يتواجد في باريس.
كانت السنوات التي كان فيها النضال الوطني الفلسطيني يحتل مكانا بارزا لدى المنظمات الحقوقية والطلابية في الساحة الفرنسية .
وبسبب تكوينه الحقوقي ونضجه كان دائما يوجهنا نحو الصحيح. وفي عز الشباب كنا بحاجة لمن ينصحنا ويوجهنا وكأن المرحوم نعم الناصح والموجه. شاءت الأقدار ان ألتقي به حينما أختاره المرحوم الحسن الثاني رئيسا لحكومة التناوب. العلاقة لم تنقطع رغم انشغالاته الكثيرة. 
اليوم وبعد أن ووري الثرى الى جانب المرحوم عبدالله ابراهيم في مقبرة الشهداء، وجدت نفسي مدفوعا لاستذكار بعض هذه الشذرات الغنية في أبعادها بالنسبة لي مع هذين الهرمين رحمهما الله.