الأربعاء 24 إبريل 2024
اقتصاد

كلفت حوالي 300 مليون: ليدك تنجح في جعل بحيرة الألفة فضاء إيكولوجيا بامتياز(مع فيديو)

كلفت حوالي 300 مليون: ليدك تنجح في جعل بحيرة الألفة فضاء إيكولوجيا بامتياز(مع فيديو) يوسف التازي، مدير الأشغال بالنيابة بشركة ليدك
يبدو أن معاناة ساكنة الألفة مع ضاية شنيدر، أصبحت في حكم الماضي، خصوصا بعد تدخل شركة "ليدك" بشراكة مع عمالة مقاطعة الحي الحسني والمندوبية السامية للمياه والغابات، وهي الشراكة التي جعلت من بحيرة الألفة فضاء ايكولوجيا بامتياز بالدار البيضاء، بعد ان كانت نقطة سوداء تكتوي بنارها جل التجمعات السكنية المحيطة بها.
إذ أثمرت هذه الشراكة برنامجا متكاملا وضعته "ليدك"  لإعادة تأهيل هذه البحيرة المتواجدة وسط حي الفردوس والممتد على مساحة 9 هكتارات، لاسيما ان هذه البحيرة هي عبارة عن منحدر ناتج عن عملية حفر لمقالع الأحجار، تجمعت فيه مياه الفرشاة المائية مع مرور الزمن وكذلك مياه الامطار وبسبب الإهمال أصبحت هذه الضاية نقطة سوداء ومصدرا للروائح الكريهة. 
وبحكم موقع البحيرة وسط تجمعات سكنية كبيرة، ومن أجل المحافظة على جودة مياه بحيرة الألفة، عملت شركة ليدك، على وضع نظام لالتقاط مقذوفات المياه العادمة وربطها بقنوات المياه المطرية، كما أنجزت مجموعة من الاشغال تهدف بالأساس تجديد وتقوية قناة تطهير السائل المتواجدة بجانب البحيرة، للتمكن على سبيل الوقاية من تأمين سطح الماء.
وعلاوة على هذه الأعمال التي تهدف إلى تحكم بشكل أفضل في المياه المقذوفة في البحيرة، وضعت ليدك مجموعة من التدابير المواكبة للمشروع من أجل حماية وتثمين التنوع البيولوجي الذي يتأثر فعلا بجودة المياه، حيث قامت الشركة بتجهيز القناة الرئيسية للمياه المطرية التي تزود البحيرة بمقياس لمستوى الصبيب الذي يدخل البحيرة، وكذا التدفقات الملوثة عبر تحليل المواد المركزة، وإنجاز مسح لعمق وحجم الترسبات بتعاون مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء لقياس عمق الماء وتحديد طبيعة عمق البحيرة.كما جهزت شركة ليدك البحيرة بثلاث آلات لتهوية المياه مزودة بألواح شمسية، وإنجاز مراقبة سنوية للحوض في 12 نقطة متواجدة على طول سطح البحيرة وعمقها.
وحسب يوسف التازي، مدير الاشغال بالنيابة بشركة ليدك، فإن بحيرة الألفة التي يصل عمقها إلى 2.8 أمتار، تتميز بوجود حوالي 40 نوعا من الطيور، وتستقبل البحيرة المياه عبر ثلاث قنوات لمياه الصرف الشتوي، والتي يصل صبيبها لـ 12 متر مكعب في الثانية، كما ان (ضاية شنيدر) ولسنين عديدة تلعب دورا أساسيا في تدبير المياه الشتوية وحماية المنطقة من الفيضانات. 
وكشف يوسف التازي، في تصريح لـ "انفاس بريس" أن الكلفة المالية للمشروع تقدر بحوالي 2.9 مليون درهم (290 مليون سنتيم)، ويهدف المشروع إلى  تحسين جودة مياه البحيرة والحفاظ على الطابع الأيكولوجي والبيئي التي تتميز به هذه المنطقة الرطبة، كما تم وضع 12 وحدة لتهوية المياه موزعة على كل مساحة البحيرة، حيث تقوم هذه المهويات على ضخ الأكسجين في مياه البحيرة، لتحسين جودة المياه، عبر أربع مضخات هوائية موزعة على جنبات البحيرة.
وأكد مدير الاشغال بالنيابة، أن المرحلة الثانية من الأشغال التي تعرفها البحيرة ستشمل تلقيح مياه البحيرة بمركبات بكثيرية والتي ستمكن من إزالة ومحاربة الملوثات العضوية التي تعرفها البحيرة، مما سيمكن من تسريع وتيرة الحياة النباتية والحيوانية في البحيرة ومحيطها.
وستسهر شركة ليديك –يضيف محاورنا- على مراقبة جودة المياه بشكل دائم ومستمر وإخضاع عينات منها للتحليلات المخبرية للتأكد من تحسن جودة المياه. ومن المنتظر أن تشرع شركة ليديك في تجديد قناة لصرف المياه العادمة قطرها الداخلي 600 ملمتر، والتي تتواجد بجانب البحيرة. وسيكلف هذا المشروع الذي سيشرع في إنجازه  خلال سنة 2020، حوالي 17 مليون درهم.
وعلاقة بالموضوع، أكد يوسف التازي، على أن شركة ليدك تعد دراسة لإنجاز غرفة لالتقاط النفايات العائمة، التي تتواجد على مخرج قناة صرف الشتوي والتي يصل قطرها إلى 2000 ملمتر. وستبلغ الكلفة المالية لهذا المشروع حوالي 5 ملايين درهم تقريبا. وأبرز محاورنا، أن كل هذه التدخلات ستجعل من بحيرة الالفة فضاء ايكولوجيا بامتياز تستفيد منه ساكنة المنطقة ومدينة الدار البيضاء بصفة عامة.