الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

في "مدارات" التهاني.. رشيد المومني يُشرع نافذة طفولته مشتعلا يتقدم نحو النهر

في "مدارات" التهاني.. رشيد المومني يُشرع نافذة طفولته مشتعلا يتقدم نحو النهر الشاعر رشيد المومني (يمينا) والزميل عبد الإله التهاني

استضاف الزميل عبد الإله التهاني في برنامجه "مدارات" بالإذاعة الوطنية، مساء يوم الثلاثاء 2020، الشاعر رشيد المومني، الذي أتحف الخزانة الأدبية المغربية بإحدى عشرة مجموعة شعرية، بالإضافة إلى عدة مقالات مختلفة.. ومن بين إصداراته الشعرية "حينما يروق الجسد"، "النزيف"، "مشتعلا أتقدم نحو النهر"، "ليالي الروح الزرقاء" التي ترجمت إلى اللغتين الفرنسية والإسبانية؛ وغيرها من الإصدارات.

 

تحدث رشيد المومني، في بداية "مدارات"، ضدا على ما أسماها باللحظة الوبائية، لكي يبوح للمستمعين بكل ما تختزله ذاكرته من زمن الطفولة، انطلاقا من مرحلة الزوغ الأولى نحو الكتابة الأدبية.. معتبرا أن الإحالة على مرحلة الطفولة هي إحالة على تلك البراءة والدهشة، بل إنها ذلك الرحم الذي تتشكل فيه الذات. فسؤال الطفولة بالنسبة للمبدع هو سؤال محرج وغريب إلى حد ما، لأن الطفولة بالنسبة له هي حالة أن تقول شيئا ما، أن تفتح بابا في جدار ما، أن تبحث عن بصيص ضوء في نفق ما.

وجوابا عن سؤال علاقة المبدع بالمكان، قال رشيد المومني إنه يعتبر نفسه محظوظا، لأن طفولته ارتبطت بمدينة فاس، بظلالها المتفرعة والملتبسة، وما لهذه المدينة من زخم ثقافي وتاريخي عميقين، وغالبا ما يكون لهما أثر في إبداعات المبدعين.

 

وتابع المومني حديثه عن علاقته بفاس مسقط رأسه، مشيرا إلى أنها من المدن الحتمية التركيبية التي يكون لها حضور في توجيه مسار المبدع، فروح حضارات هذه المدينة أثرت فيه؛ مستحضرا المعمار أو ما يسميه بالذات الحضارية داخل فضاءاتها بكل تجلياتها البديعة والباذخة. وركز المومني داخل هذا الطقس الكبير عن علاقته بخزانة القرويين خلال الطفولة انطلاقا من كتاب: "خلود النفس" لأفلاطون، هذا الكتاب الذي فتح له بابا في طلب المعرفة لم يغلق بعد.

 

ومن "حينما يورق الجسد" يشارك رشيد المومني الشاعر سفره مع المستمعين إلى باقي التجارب الإبداعية الأخرى بشكل نوستالجي وعاطفي وفرحة بالانتقال من تجربة إبداعية إلى أخرى، طوال أربعين سنة، منافسا بشراسة رشيد المومني الفنان التشكيلي وهو يستعمل نفس الأدوات التي يكتب بها، لكي يشتغل بها تشكيليا بالقلم والريشة داخل مختبره السري الذي تتشكل فيه تلك الهلوسات التشكيلية الجميلة بنوع من التجلي والشفافية وعمق المكابدة.

 

ولم يفت الزميل عبد الإله التهاني الإشارة إلى شغف رشيد المومني بالموسيقى ليضعنا أمام ذات مبدعة متعددة الأجناس لا تكل ولا تمل من هذا الجنس الإبداعي أو ذاك.

 

رشيد المومني، أيضا، في سياق حديثه، أشار إلى أن كتاباته النثرية، تأخذ منحى ذا طابع تأملي وفكري وفلسفي وإبداعي، من خلالها يحاول أن يفهم دلالات الإبداع. فالمبدع، يقول المومني، عليه أن يتساءل دوما عن دلالات الأضداد الكونية الكبرى في القول والحضور والفعل والولادة والحياة والموت.