الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

هروبا من لعنة الاتحاديين: لشكر "يخوي" حزب الوردة ويلتحق بنادي الرقية الشرعية!!

هروبا من لعنة الاتحاديين: لشكر "يخوي" حزب الوردة ويلتحق بنادي الرقية الشرعية!! إدريس لشكر
هل ما كان ينتظره أبناء وبنات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سوى مسودة من بضع أوراق أطلق عليها "أرضية لشكر" التوجيهية حول تدبير المرحلة الراهنة؟  
هل فعلا ما ينتظره الشعب المغربي ـ الذي مازال يذكر ويحتفظ في ذاكرته بأسماء من رموز حزب القوات الشعبية  ـ، هو هذه "الأرضية" الأسطوانة المشروخة التي لم تعد تجدي نفعا في زمن الجائحة التي سيكون لها ما بعدها؟
لقد كان من المنتظر، أن يخرج الكاتب الأول إدريس لشكر بموقف مشرف، يخفف من شدة جائحة الإصابة بالسكتة القلبية الحزبية، موقف نابع من ثقافة الحزب المؤمن بالديمقراطية  لترجمة آلية النقد والنقد الذاتي وممارستها بانتماء حقيقي يفيض اعترافا بالأخطاء القاتلة التي اقترفت مع سبق الإصرار منذ المؤتمر الأخير.
كان من الممكن بدل إشهار "أرضية لشكر" إطلاق مبادرة الإصغاء والاستماع عن بعد، لنبضات قلب الوطن من خلال الصيغ والدفوعات التي يفكر فيها شرفاء الاتحاد الاشتراكي وهم كثر بمن فيهم أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني لإنقاذ ما يجب أنقاذه.
كان من المفروض، عقد اجتماع المكتب السياسي عن بعد بين أعضائه والتداول في شأن جدول أعمال كل القضايا الخلافية التنظيمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإصدار بيان سياسي/ وثيقة تعكس حقيقة مبادئ حزب القوات الشعبية، وتطلعات مناضليه وانتظارات شعب المغرب (وثيقة سياسية تحليلية في زمن كورونا).
كان الأحرى بإدريس لشكر ألا يستعير روح  قبعة "فيلسوف" ومدير مركز دراسات خبيرا في "السكوبي-لوجيا"  و"التفشفيشو-لوجيا"، كي يرمي "جلوف "البنان" تحت أقدام المناضلين الاتحاديين الغاضبين من مسودة قانون "تكميم الأفواه" التي كان مهندسها وزير العدل الاتحادي بنعبد القادر، ويقوم عن سبق إصرار وترصد بـ"تهريب" النقاش الحقيقي، وتقديم "الحساب" أمام أعضاء المكتب السياسي، وتحمل وزر القانون الذي لطخ سمعة حزب بنبركة وبنجلون  وبوعبيد واليوسفي. 
لشكر الذي أصبح يفتي، مثل أصحاب "الرقية الشرعية" في علم "العرّاكة" و"بول البعير" و"العطريّة" و"العشوب"، يواصل الهروب إلى الأمام، ولم تكفه القناعة بحقيبة يتيمة، بل حتى حقيبة بنعبد القادر اليتيمة كانت تحمل "طردا" ملغوما فجّر الحزب من الدّاخل.
ألم يكن من الممكن بدل الهروب إلى الأمام بـ "أرضية لشكر"، إطلاق إشارات سياسية مطمئنة في اتجاه كل المناضلات والمناضلين من خلال بلاغ رئيس برلمان الحزب يدعو فيه إلى عقد اجتماع المجلس الوطني بجدول أعمال يقطع مع ممارسات ما قبل الجائحة ويحدد معالم سياسة جديدة، ترسم الأفق المستقبلي و تعيد للحزب توهجه وارتباطه بالجماهير الشعبية.
"أرضية لشكر" كان عليها أن تقطع وتدفن الماضي الأليم بجراحاته الحزبية، وتقر بفشله في تدبير الحزب ومؤسساته بعد المؤتمر. وتدعو إلى اتخاذ قرار الخروج من الأغلبية الحكومية المشوهة، والخروج كذلك من كل المؤسسات المنتخبة بكل مسؤولية. 
هل يصعب عليكم اليوم إلى هذه الدرجة أن تتركوا سياسة الكراسي والمؤسسات؟ 
"عودوا للميدان، و احرصوا على التنظيم وافتحوا المقرات الحزبية، واشتغلوا على التأطير السياسي والثقافي والفكري، وافسحوا المجال للشباب، وامنحوه الثقة وسلموه رخصة العبور نحو الأجهزة الحزبية وطنيا وجهويا وإقليميا، لعلكم تفلحون !!