الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

إبراهيم الحيسن: الأدب الحساني حزين على رحيل سيداتي ولد السلامي

إبراهيم الحيسن: الأدب الحساني حزين على رحيل سيداتي ولد السلامي الراحل سيداتي السلامي (يمينا) وإبراهيم الحيسن

يعتبر المرحوم سيداتي ولد السلامي من كبار أدباء الصحراء، له إنتاجات شعرية وسردية عديدة أفاد بها المستمعين كثيراً خلال اشتغاله لفترة طويلة بإذاعة العيون الجهوية منذ سنة 1962، كمنسق للقسم الحساني والديني والأدبي بها، إلى جانب مساهمته في إغناء البرامج التلفزية التي تعنى بالثقافة والأدب، وقد مثل بيته خيمة واسعة ومحجّاً مفتوحاً أمام الطلبة والباحثين والمهتمين بالشأن الأدبي في الصحراء الذين كان يقابلهم ويجالسهم برحابة كبيرة تمتد لنبله وكرمه وسخائه.

 

شارك سيداتي ولد السلامي في العديد من الملتقيات والفعاليات الدينية والثقافية والفكرية والأدبية على الصعيد الإقليمي والوطني والدولي، وله شواهد تقديرية وشرفية كثيرة توثق لمختلف مساهماته المثمرة والمفيدة، وقد جمعتنا به لقاءات كثيرة بالرباط ضمن أنشطة اتحاد كتاب المغرب لما كان الشاعر حسن نجمي رئيساً لهذه الهيئة الثقافية، وبالدار البيضاء وسلا والمدن الجنوبية خلال مناسبات ثقافية وأدبية متنوعة وكنا نستفيد من حضوره ومجالسه وأسلوب الإبداع والحكي لديه المطبوع بالتشويق والإمتاع.

 

تميز المرحوم سيداتي السلامي بسلاسة الحكي وبإبداع الشعر الشعبي الحسَّاني في شتى الأغراض، واتصف شعره بحصافة الفكر وجودة الأسلوب ورصانة اللغة وسلاسة التعبير واختيار الألفاظ وانتقائها بصدق وبدون تكلف، إلى جانب السمة البدوية والنبرة الدينية التي تسم إبداعه. ولا شك أن لغته ترتبط بثقافته وبمرجعياته الفكرية وبكل العوامل الذاتية والموضوعية التي ساهمت في بناء تجاربه الشعرية المائزة.

 

لقد ظل المرحوم يمثل بحق شاعراً كبيراً وأديباً متعدداً، وأضحى بالتالي يحتل مكانة استثنائية داخل وجداننا الثقافي والأدبي المشترك، بفعل شحذ خياله، ومرونة إبداعه، ودعاباته التي لا تفارق مجالسه، فضلاً عن ابتسامته النقية الآسرة.. وقبل هذا وذاك بفعل دماثة أخلاقه وصدق إنسانيته..

 

وبرحيله الموجع بأحد المستشفيات في أكَادير، عن سن تناهز 79 عاماً، يكون الأدب الحسَّاني قد فَقَدَ أحد أبرز علائمه وصروحه، الشاعر والرَّاوية وأستاذ الأجيال المرحوم بإذن الله سيداتي ولد السلامي الذي أفاد وأغنى الساحة الثقافية والأدبية في الصحراء بكثير من العطاء المثمر والغزير وعلى امتداد سنوات طويلة..

 

تعازينا الحارة والصادقة لأسرته الكبيرة والصغيرة..

وإنا لله وإنا إليه راجعون..