السبت 27 إبريل 2024
فن وثقافة

إنصاف الحموتي.. نجمة "الحمامة البيضاء" في سماء المشهد الإعلامي

إنصاف الحموتي.. نجمة "الحمامة البيضاء" في سماء المشهد الإعلامي إنصاف الحموتي

إذا كان لا بد أن تشرق الشمس من مشرقها،  فالنجوم الأخرى غير معنية بذلك، لأن لها حرية مطلقة في الاختيار بين أن تكون مصابيح "رجوما للشياطين" أو علامات يهتدى بها أو زينة للسماء الدنيا، ومنها من يختار غير ذلك: "والنجم إذا هوى".

 

إنصاف، من النجوم التي هوت على الأرض لتنير وتزين فضاء السمعي البصري المغربي. انطلقت قوية من قناة "كاب 24 تي في"، وقد تصل، بفضل مثابرتها وإصرارها، إلى قنوات مغربية أو فضائيات عربية أو غربية.

 

إنصاف الحموتي، التي "كانت تحلم منذ طفولتها بعالم الصحافة والتواصل" وهي تلعب وتجري كباقي الأطفال بين أزقة مسقط رأسها بمدينة الحمامة البيضاء، تطوان، المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. تطوان التي تجمع بين  الحضارة الأندلسية وأصالة  تاريخها العريق.

 

بعد أن حصلت على شهادة الباكلوريا، حملت إنصاف بين يديها حلمها الطفولي وعشقها الأبدي للصحافة، وشدت الرحال إلى أقرب مدينة، إلى عاصمة البوغاز: طنجة، لدراسة الصحافة بالمعهد العالي التدبير ووسائل الإعلام، لتقضى به خمس سنوات متتابعة، قبل أن تحصل على الإجازة والماستر في شعبة الإعلام السمعي البصري.

 

بعد سلسلة من التداريب المهنية في بعض المؤسسات الإعلامية، وخاصة في الإذاعة الوطنية، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وإذاعة ميدي 1 راديو الخاصة، التحقت الشابة إنصاف، وعمرها لا يتجاوز وقتئذ عقدين اثنين أو يزيد قليلا، بمؤسسة إعلامية تعتبر من أقوى، بل أقوى مؤسسة إعلامية على مستوى شمال المملكة المغربية: "كاب 24 تي في (www.cap24.tv) منذ 2018 إلى يومنا هذا، حيث  تعتبر إنصاف الحموتي، نجمة النشرة الإخبارية، من بين أبرز صحافيي هذه القناة الرائدة التي يديرها  بمهنية عالية الزميل، أحمد امهيدي، الرئيس المدير العام للقناة.

 

إنصاف الحموتي رغم حداثة سنها وبداية تجربتها المهنية، فإنها تمتلك مواصفات الصحافية المهنية المتميزة: متميزة بأناقتها، متميزة بصوتها، متميزة بشخصية تلفزيونية قوية، ومتميزة بإدارتها للبرامج والنشرات الإخبارية.

 

وربما هذا ما دفع "المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان" للقول في دجنبر الماضي، إنه لو كان بإمكانه أن يختار شخصية سنة 2019، في صنف "أحسن مقدمة تلفزيون" في المملكة المغربية، لما تردد لحظة واحدة في اختيار الصحافية الجميلة والأنيقة إنصاف الحموتي.

 

إنها من الصحافيات المهنيات اللواتي تحسنن الاختيار "اخترت مهنة الصحافة، لأني أعرف جيدا أنها أصبحت سلاحا قويا في يد الدول؛ وأدرك أيضا أن من يملك المعلومة يملك السلطة.. لذلك أتمنى أن أمارسها في القادم من الأيام من أجل الإنسان والإنسانية".

 

بصراحة، لم أصادف كثيرا في حياتي المهنية، إعلامية شابة بهذا الطموح الواقعي والعملي.. تقول إنصاف: "طموحي أن أنجح وأتفوق في اختياري المهني، لا يعنيني كثيرا في آية مؤسسة إعلامية، أو في أية قناة أشتغل، بقدر ما يهمني أن أمارس عملي بجدية وأن أطور مهنيتي  يوما بعد يوم على الصعيدين المهني و الشخصي، وأن أصبح النسخة الأفضل مني في نهاية المطاف".

 

صحافية مهنية بهذا الطموح الكبير، لا يمكن إلا أن تكون عنيدة جدا، تضع أهدافها أمامها ولا تعرف التراجع والعودة إلى الخلف "الصحافة هدفي، وأنا لا أستسلم بسهولة أمام الأهداف التي أسطرها وبالتالي تصبح محورا مهما في حياتي، يكبر شيئا فشيئا مع مرور الأيام و مع الممارسة".

 

وبطبيعة الحال، إذا أحسن الإنسان الاختيار، وسطر أهدافا دقيقة وقابلة للتحقيق، خاصة إذا كان عنيدا، فلا يمكن، بأي حال من الأحوال لهذا الإنسان أن يستسلم أمام الإكراهات والتحديات مهما كانت وكيف ما كانت... "أعرف بكل تأكيد أن الإعلام المغربي ليس في أفضل حالاته، وهذا ما يعتقده المتلقي، باعتباره الحكم الاول، رغم أن هذا الإعلام قطع أشواطا مهمة، ويكفي أننا انتقلنا من احتكار قطاع السمعي البصري إلى تحرير هذا القطاع سنة 2002؛ وأرى أيضا أن الإعلامي الحر يعتبر جندي من جنود هذا البلد، لا تهمه إلا المصلحة العليا للوطن".

 

إنصاف إنسانة واقعية، بل براغماتية بشكل كبير، بمعنى أنها لا تصنع لنفسها عالما مثاليا بل تدع الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة، وتتعامل هي مع هذا الواقع الذي يبدو في بعض الأحيان، بل في أحيان كثيرة عنيدا جدا.

 

اختارت إنصاف وأحسنت الاختيار، وأدركت سلفا أن الطريق طويل وأن الانتقال من مرحلة لأخرى ليس سهلا، وأن هناك مطبات في الطريق، وأن هناك واقعا قد يصدمها... ورغم ذلك تقول: "في الحقيقة لم أصدم بواقع الصحافة قط، لأني كنت أعي جيدا صعوبة هذا المجال، وأعرف أن الواقع صعب جدا، خاصة بالنسبة لأي صحافي في بداية مشواره، وأن إكراهات كثيرة ستواجهني ويجب أن أتعامل معها بصبر وواقعية".

 

هذه هي ابنة تطوان الشامخة، المدينة التي شهدت ميلاد الصحافة المغربية بحكم قربها من الضفة الشمالية للمتوسط. مدينة أعطت صحافيين مهنيين كبار مثل الراحلين خالد مشبال والوزير والسفير الراحل محمد العربي المساري، والصحافي والنقابي يونس مجاهد الذي أصبح أول رئيس عربي/ إفريقي للفيدرالية الدولية للصحافيين .

 

صحيح أن نجمتنا الصحافية في بدايتها، ولكنها بداية تختلف عن كل البدايات التي تنبئ بمسار إعلامي لا يمكن إلا أن يكون متميزا.