الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: عبد المجيد تبون يقْترض من الجزائريين للدّفاع عن الصحراء

يوسف غريب: عبد المجيد تبون يقْترض من الجزائريين للدّفاع عن الصحراء يوسف غريب
(.. عندما نستدين من الخارج.. سنفقذ بذلك استقلاليتنا وقرارنا السّيادي.. بعدها لن نستطيع أن ندافع عن فلسطين.. ولا على الصحراء… لذلك سنسْتدين من الجزائريين..). 
من ضمن ما جاء في خطاب الرئيس الجزائري في لقائه اليوم مع وسائل الإعلام المحلية حول الوضعية العامة للبلاد في ظل هذه الأزمة الوبائية العالمية بموازاة مع الانخفاظ الحاد الذي عرفته أسعار البترول الأسبوع الماضي.. 
وكأي مغربيّ لفت انتباهي هذا الربط الغرائبي بين استقلالية القرار السيادي وعلاقته بالدفاع عن الكيان الوهمي بالصحراء الغربية.. بل الأكثر غرابة هو أن يطلب من الشعب الجزائري المساهمة في مشروع تخريبيّ بين شعوب المنطقة.. 
لكن الأسوأ من كل هذا وذاك هو هذا التشابه بين القضية الفلسطينية والكيان الوهمي  بالصحراء المغربية.. وبما يوحي من ربط بين كيان العدو الصهيوني الغاصب والدّولة المغربية.. 
هو( المغرب)... اسم المرض الذي أصاب هذه الطغمة العسكرية ومنذ عقود  وبحساسية جد مفرطة تصل إلى التفكير في حدف صلاة المغرب من الصلوات الخمس.. دون أن يستحيوا من دماء الشهداء المغاربة الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين..كما كانوا يوما مع الجبهة التحرير الجزائرية يوم احتضنتهم وجدة ونواحيها.. دون أن يقفوا عن دور  بيت القدس ورئيس لجنتها..ماذا قدمت الطغمة  غير تكريس التفرقة بين الفصائل الفلسطينية والتاريخ شاهد على ذلك.. ويكفينا كمغاربة فخراً واعتزازاً عن ردود أغلب الفلسطينين ضد الهجوم الإماراتي - السعودي الأخير دفاعاً عن المغرب.. 
وعودة إلى الإقتراض من الشعب الجزائري من أجل الدفاع عن الصحراء كما صرحتم...ألا يكفيك هذا الخمسين سنة من الفشل المخجل لهذا الوهم.. وبأسلوبها الإبتزازي للدول وللمنظمات القارية والعالمية.. وبالملايير من الدولارات..التي ضيعتموها في سراب رمال الصّحراء.. منها إلغاء الديون على 14  أفريقية سنة 2013 لا لسواد عيونها أوبفعل التضامن كما قيل.. بل كمساومة على انتزاع موقف ضد مصالح المغرب.. أفضحها إهداء طائرة نفاثة لرئيس دولة أفريقية.. ولنفس الهدف..
هو السّراب الذي جعل  أشقّاءنا الجزائريين يوصفون بالشعب الفقير فوق أرض غنيّة.. 
هو السّراب الذي فطن إليه الدول الافريقية وراحوا يفتحون قنصلياتهم داخل الصحراء المغربية.. هو نفسه الذي جعل المنتظم الدّولي لا ينتبه بمجلس الأمن ولا يعير أي اهتمام لطلبكم حول شرعية هذه المقررات الدبلوماسية المفتوحة بالجنوب..
هي الجدّية والمعقول والوضوح كعقيدة دبلوماسية للمغرب وسط افريقيا وكأسلوب في التعامل والتعاون حول المصير المشترك لكافة الشعوب الأفريقية.. 
في إطار رابح - رابح...دون استغلال للظرف أوابتزاز على موقف..
 آخرها ترك الحدود مفتوحة مع موريطانيا بالرغم من الأزمة الوبائية من أجل إمداد السوق الموريتاني بكل المواد الغدائية والخضر والفواكه.. وخاصة في الشهر الفضيل.. بالرغم من موقفها الرمادي من قضية الصحراء.. ولم ينفعها المعبر الحدودي الأخر.. إلاّ في منع تسلّل ساكنة تيندوف كما وقع بداية هذا الأسبوع وبذاك الحجم الهائل من محتجزي تيندوف.. 
لماذا تصرّون على الإستمرارية في الفشل كأيّ أحمق يقوم بنفس العمليّة وينتظر نتيجة مغايرة…
كأي متهوّر يعرف الحقيقة كل الحقيقة.. ويقف الحقد والضغينة والحسد سدّاً منيعاً للبوح بها.. 
وهو البوح الذي فجّره أحد رموزكم السنة الماضية.. السيد عمّار سعداني بقوله
(الحقيقة، اعتبر أن الصحراء مغربية، وليست شيئا آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين، وفي رأيّ أن الجزائر التي تدفع أموالاً كثيرة للمنظمة التي تُسمى البوليساريو  منذ أكثر من 50 سنة. دفعت ثمنًا غاليًا جدًا دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرجُ من عنق الزجاجة) ثمّ يضيف… (إنّ  الأموال التي تُدفع لمنظمة البوليساريو، والتي يَتجَوّل بها أصحابها في الفنادق الضخمة منذ 50 عامًا، فإن مدنا جزائرية كسوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها، أولى بها، هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر..) 
 50 سنة من السراب والوهم المرضى والضياع لموارد مالية من طرف العسكر الجزائري  جعلت أشقاءنا يتسابقون حول خنشة السميدة وكيلوا البطاطا.. 
50 سنة من الأنجاز والإعمار داخل أقاليمنا الصحراوية.. قاب قوسين أو أدنى كي تصبح ملتقى بين أوروبا وأفريقيا.. بتدشين  أكبر ميناء الداخلة - المهيريز الذي وصلت فيه الأشغال أكثر من ٪65  إلى الآن.. 
50 سنة ونحن صامدون هناك خلف هذا الجدار.. 
بل تلك الصحراء الغربية التي ستدافع عنها عبر الاقتراض من الجزائرين.. أسّي عبد المجيد تبون.. 
هي ليست مسألة حدود بالنسبة لنا.. 
أبداً. 
بل مسألة وجود.. 
الله اشافيكم من هذا الوهم..