الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسين بكار السباعي: حينما تنش الأسود على الذباب الإلكتروني

الحسين بكار السباعي: حينما تنش الأسود على الذباب الإلكتروني الحسين بكار السباعي

نكاد نجزم أن السياسة في المشرق العربي، من قبيل الإمارات والسعودية، وإن تنسَّكت فإنها لم تكن لوجه الله يوما ما قد أخلصت، وأن بعضا من السياسيين في هاته البلدان ومن يحوم في فلكها وإن استظرفوا وتأنسنوا فإنهم بغير دين الثعالب ما آمنوا ولا اعتقدوا.

 

وللأسف أعمال مجالسهم واشخاصهم لا تكون بالنيات، ولهم ما صنعوا دون ما نووا، وليفهموا أن حياة العباد لا تكون محل متاجرة وإلا لكنا بحثنا عن موضع بين صفوف المداحين، واغترفنا من حطيئيات الهجاء ما يلجم المنتقدين...

 

لا صوت يعلو اليوم في بعض دول الخليج، فوق صوت الكورونا والإجراءات الوقائية واستنفار الطاقات والإمكانيات في مواجهتها، رغم أن الظرفية لا تحتاج استنفارا بقدر ما تحتاج شحن بطاريات الاستقرار المعدومة في مجتمع رُوِّض منذ نعومة الأظافر على أن الاختلاف مع الأمير ومن يدور في فلكه هو خيانة، في حين احترام حقوق الإنسان يبتدئ بمراجعة قوانين من قبيل الكفيل، وحرية التعبير وعدم والتدخل في شؤون دول أبت الانصياع لرغبات ونزوات حكام في النصف الآخر من الكرة الأرضية.

 

لا شيء يبهر اليوم أكثر من حفيف أقلام اختلط عليها خاثر الرسالة الصحفية بزباد الغوغائية والتنطع والكيل من ركام النصح المشذب والإبداع في تشكُّلات الذباب الإلكتروني الإماراتي على كل كشْطٍ بحكم جمهرة المطبِّلين والمزمِّرين والمتزلِّفين والمنبطحين وبحكم زوبعة الشعبويين الافتراضيين من خلفهم.

 

الحقيقة أن الأوان ليس أوان السخرية من الاستعراضات البلهاء التي تأتينا كل مرة وحين من بعض اشقاءنا العرب متهجمين حقدا على مملكتنا الشريفة، ولا وقت الضحك على طبول حربهم التي يقرعونها في معمعة الصابون والكلور والماء، ليس أوان البكاء على جهود مجالس شيوخ تهترت فكانت كمثل قطط تحكي انتفاخا صولات الأسود، ليس أوان التنابز الفيسي، ولا أوان التفجع على القحط الأخلاقي الذي استوطن حكام أرادوا أن نكون لهم مجرد تابعيين، ليس أوان كل ذلك، لكنهم وللأسف أضحوا نكتة العالم وأضحوكتها، وصرنا بحق ذلك المجتمع الذي لم تستطع مجتمعات أخرى أن تتملكه.

 

مهلكم نسل مارك، مهلكم أيها المدونون من عسكر الأنترنيت وكراكيز الظالمين (الملخبطون والمشخبطون) ، حسبكم قول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..

من ذا الذي لا تنقبض أساريره، وتعبس طلعته، ويتقمصه الغثيان والتقزز، وهو يقرأ في كل يوم وكل حين تدوينات لكائنات فيسبوكية وتويترية، تملصت من كل ما يثقل حركاتها، وسكناتها ويكبح جماح نطقها، أو ضرطها، وهو الأصح؟

 

من ذا الذي لا يصاب نهمه على القراءة بانسداد فجائي، حين يبتلى بقراءة ما يسطر في دفاتر مارك وصفحاته وتويتر وجولاته؟ من ذا الذي لا يلعن زمنا جمع بينه وبين بعض الكائنات، التي لا يهمها سوى التحريش بطلانا بين الناس، متناسية أن التحريش بين البهائم حرام فقس على من سواه المولى وأحسن خلقه وفضله بعقل يرشح له الحلال ويرسب الحرام ويجنبه الخوض في المشتبهات؟

 

يقول الشاعر :

من ذم من كان كل الناس يحمده/ فإنما يربح التكذيب والتعبا

 

لم أجد أفضل من هذا البيت الشعري جوابا على تصريح مسؤولين إماراتيين وسعوديين ، بخصوص ما أسموه أن الأوضاع بالمغرب متردية في زمن الوباء، في إساءة متعمدة للمغرب ولكل المغاربة.

 

صدقا، أجد أن حاله وهو يتحدث هكذا، لأشبه بحال اخرق اتسع عليه وما عاد يعرف ما يخيط منه وما يرقع....، وإن كان لنا في الاسم نصيب فسبحان من استصغر اسم الفهد وجعله فهيد الشمري.

 

على العموم سنجعل على الإعلامي السعودي والذباب الإماراتي الذي تطاول على المغرب وطنا وشعبا سم خياط يلجونه في قصة  تجسد بالتدقيق حقيقة فهيد  :

هل أتاكم حديث يتيم الراهب ذو الرأس الأبيض إذ كان يرقب فتاة (الميني المدلكة) من ثقب برج العرب لا صنعة لها ولا صنيع... حقا لا أعلم ما الصلة بين قصيدة المليحة والمسؤول المتعجرف، لكن سأسمح بها نشازا مارقا بين فوضى أحرف هذا المقال:

 

"قل للمدلكة ذات (الميني جيب) الأسود

ماذا فعلت بالشيخ فهيد المنطفئ

ردي عليه شيبه ووقاره وعياله

بحق نفاق فهيد المتجدد.

 

- ذ/ الحسين بكار السباعي، محامي وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان