السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: ذكريات..الاتحاد الاشتراكي..البرنوصي..وقانون 20.22

محمد شروق: ذكريات..الاتحاد الاشتراكي..البرنوصي..وقانون 20.22 محمد شروق
أول خطاب سياسي سمعته مباشرة كان عام 1977 بسينما السلام بحي البرنوصي في اطار الحملة الانتخابية للاننخابات التشريعية..كان المحاضر هو المرحوم مصطفى القرشاوي..
كان عمري لا يتجاوز 16 سنة ومع ذلك تسمرت في مقعدي لمدة ساعتين، منصتا ومتتبعا لمحاضر جذاب..كانت متعة وفائدة..هذا رغم أنني سأسمع لأول مرة في ذلك العرض كلمات وعبارات  من قبيل الطبقية والاختيارات اللاشعبية وحرية التعبير والمعتقلين السياسيين والاختيار الايديولوجي وبرامج الحزب والمشروع المجتمعي..
كانت بداية التفتح على عالم جديد  و انطلاق الوعي السياسي بالمحيط والواقع الملموس..
وظل حزب الاتحاد الاشتراكي من خلال عرض الراحل القرشاوي في القلب،كما كنت قارئا وفيا لجريدة المحرر التي كان يشغل بها المرحوم منصب رئيس التحرير..
كل هذا ولم أحمل يوما بطاقة الانخراط في هذا الحزب الكبير..
وبدون نقاش،هذا شرف كبير لأي مواطن مغربي..
دارت الأيام وسأقضي فترة تدريب بجريدة الاتحاد الاشتراكي في صيف 1984 كطالب بالمعهد العالي للصحافة بالرباط..وكانت أيضا فترة الانتخابات التشريعية..
وسأجد أمامي الرجل الذي فتح عيني على السياسة، مصطفى القرشاوي وهو رئيسا للتحرير ..
وكنت سعيدا خاصة عندما ألتقيه بمطعم الجريدة وهناك اكتشفت فيه إنسانا في قمة التواضع وصاحب نكثة..
كان معي في فترة التدريب هاته كل من الأصدقاء الطلبة آنذاك رشيد جامي بعيد بوبكر و نورالدين مفتاح..
وكانت فترة التدريب فرصة لنسج علاقة صداقة وطيدة مع صحافيين  رجال  أعتز بصداقتهم إلى يومنا هذا منهم مصطفى العراقي وحسن نجمي ومحمد نبزر وحميد الصبار ومن غادرونا إلى دار البقاء كالمهدي الودغيري و الكاريكاتيريست حمودة ..
وكأن الاتحاد قدري،بحيث سيجرني القدر إلى مدينة المحمدية القلعة الاتحادية ليصبح عدد من الاتحاديين والاتحاديات أقرب أصدقائي وهم العربي حبشي وعزيز بلبودالي وجلال كندالي وحميد جماهري ومهدي مزواري ومصطفى عبلال ومليكة الفد وياسر مزواري وغيرهم..
كل عذه السطور أكتبها كذكريات ولكن في سياق الحديث عن مشروع قانون تكميم الأفواه 20.22 والذي يحاولون ربطه بالاتحاد..
وأنا متيقن و متفائل أن اسم الاتحاد لن  يرتبط أبدا بقانون ضد حرية التعبير.. 
لأن هذا الحزب قدم تضحيات كبار في سبيل ترسيخ ثقافة الحرية في هذا البلد العزيز..
وأن الاتحاديين والاتحادية لن يرضوا أبدا بهذا..فسيكون هم اول المعارضين والمتصدين لتمرير قانون غير مشرف..