الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الدكتور الطيب حمضي: نتطلع لتوجيهات ملكية مُحفَّزة ومُطَمْئِنة لإتمام نجاح إجراءات مواجهة الوباء كورونا

الدكتور الطيب حمضي: نتطلع لتوجيهات ملكية مُحفَّزة ومُطَمْئِنة لإتمام نجاح إجراءات مواجهة الوباء كورونا الدكتور الطيب حمضي
يحقق المغرب لحد الساعة نتائج جد إيجابية في مواجهة جائحة كورونا في تجربة رائدة. يرجع الفضل للإجراءات القوية والاستباقية التي اتخذتها بلادنا بكل وعي وشجاعة.
1-عدد الوفيات، رغم مأساوية كل حالة، قليلة جدا مقارنة مع دول أخرى.
2- طاقة استيعاب المستشفيات وعمل الكوادر الطبية غيرمتجاوزة بل لحد الساعة في تحكم تام وانتشار الوباء على درجة عالية من الضبط.
3- الإجراءات المتخذة سيكون لها ثمن اقتصادي أكيد، لكن بلادنا اختارت تأديته، بفضل التحمل والتضامن والتأقلم، عوض التفريط في حياة المواطنين وصحتهم.
4- مازالت أمامنا أسابيع قليلة لرفع الحجر الصحي، والذي هو وسيلة مؤقتة للتحكم في انتشار الوباء، لا بد من رفعه في الوقت المناسب، وبعدها أشهر من استمرار الإجراءات الحاجزية لمنع موجات جديدة من تفشي الفيروس.
5- لرفع الحجر الصحي في أقرب وقت لا بد من التأكد من أن عدا من المؤشرات الوبائية قد انخفضت معلنة محاصرة المرض، مع توفير وسائل أخرى للرصد والتتبع والاكتشاف والتشخيص والعزل والعلاج، في انتظار العلاجات الفعالة واللقاح والمناعة الجماعية.
لدلك:
أ - أمامنا ثلاثة أسابيع حاسمة لدحر الفيروس إلى أدنى مستوياته، بالتزامنا الحجر الصحي وبالإجراءات الحاجزية الأخرى في حياتنا اليومية والمهنية.
ب - أمامنا أسابيع كثيرة أخرى، بعد رفع الحجر الصحي، بل أشهر من احترام الإجراءات الحاجزية، ومن ملائمة حياتنا اليومية والاجتماعية والدراسية والمهنية مع متطلبات مواجهة الوباء.
بلادنا على الطريق الصحيح، بفضل تضحيات الجميع التي نقدمها اليوم وسنعيش مخلفاتها من بعد.
-فهل، بعد كل هدا، نسمح لأنفسنا أو لبعضٍ منا، بأن يغامر – بسبب لا مبالاته - بحياة شعبنا وصحته، ويغامر بكل تضحياتنا، بسبب عدم احترام الحجر أو عدم احترام الإجراءات الحاجزية في الحياة اليومية أو في أماكن العمل؟ ونثير الانتباه هنا للبؤر العائلية وفي أماكن العمل والمركبات التجارية ...
-هل بعد كل هدا نسمح لأي فردٍ أو جهةٍ مهما كانت – بسبب انعدام الضمير- أن تُفقَد المغاربة ثقتهم في معركتهم الجماعية ضد الوباء الذي يواجهونه جميعا، من اجلهم جميعا، ومتحملين تضحياته بينهم جميعا بالتساوي والتضامن؟
لدلك، ونحن أمام فترة جد حاسمة من مسيرتنا الموفقة، لحد اليوم ضد الوباء، وبعد إشراف ملكي استباقي فعلي وفعال، ومباشر وتتبع يومي لملف الجائحة، فإننا :
- نتطلع لتوجيهات من جلالة الملك للحكومة ولكل قطاعات الدولة ولكل المواطنين بدون استثناء، لحثهم على الاحترام المثالي للحجر الصحي فيما تبقى من مدته الضرورية، وللإجراءات الحاجزية الأخرى المصاحبة خلال الحجر وبعد رفعه.
- نتطلع لتوجيهات ملكية تطمئن المغاربة كل المغاربة بأفاق إيجابية لما بعد الوباء نصنعها بشكل تضامني بين المغاربة جميعهم، حتى لا يكون القلق على المستقبل مصدرا للامبالاة.
- ونتطلع لتوجيهات ملكية تُنبه الجميع، مهما كانت درجة مسؤولياتهم، إلى ضرورة التعفف عن أي ممارسة من شأنها استغلال الظروف الطارئة لتحقيق مصالح خاصة مادية كانت أو معنوية.
ان بلادنا اليوم في حاجة ماسة إلى دفعة قوية من أجل مواصلة طريق النجاح الدي نسير فيه، وبالنظر للمكانة الرمزية والفعلية للمؤسسة الملكية في بلادنا، وبالنظر للاعتبار الخاص التي تتمتع به، وبالنظر للعلاقة الخاصة التي تربط الملكية بالمواطنين والمؤسسات، فيمكن الجزم أنه لن تكون هناك من دفعة أقوى من إشارة ملكية مُحفَّزة ومُطَمْئِنة وضامنة للمساواة في مواجهة الوباء. وهي شروط أساسية لتوفير المناخ والطمأنينة اللازمتين لمجموع المواطنين والمهنيين والمقاولات.. للمضي قدما في الصبر والتحمل من أجل تحقيق نصر كبير يحفظ حياتنا وحياة أهلنا وحياة شعبنا، وننجح بتضامننا وحكمتنا ويقظتنا وصبرنا، في تجربة فريدة ورائدة إن شاء الله، في مواجهة مخلفات الوباء في كل المجالات.