الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

كورونا..رفاق الشناوي يوجهون مدفعيتهم صوب رئيس الحكومة

كورونا..رفاق الشناوي يوجهون مدفعيتهم صوب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ومصطفى الشناوي(يسارا)
في رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة بخصوص إنصاف مهنيي الصحة، قال رفاق مصطفى الشناوي أعضاء المكتب الوطني للصحة (ك ـ د ـ ش) "قوموا على الأقل بالتفاتة تجاههم، واتركوهم يركزون على مهمتهم الحيوية، واسهروا على حمايتهم، وأنصتوا إلى انتظاراتهم، وإن لم تكونوا على استعداد اليوم فبعد الانتصار على الكورونا عندما تقتنعون لا محالة كما اقتنع الشعب المغربي بالأولوية القصوى لقطاع الصحة ولا ترفعون يدكم عنه وتخولون للمهنيين حقوقهم الكاملة" .
وأبلغ المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من خلال رسالة مفتوحة توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منها، موجهة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني (أبلغه) استياء النقابة "العميق بخصوص تعاملكم غير المنصف مع مهنيي الصحة، خصوصا في هذه اللحظة المتأزمة التي يعيشها العالم نتيجة انتشار جائحة كوفيد 19، وفيروس كورونا المستجد والتي تتطلب القوة والسرعة والحزم والتضامن والتعاون للحد من آثارها الوخيمة".
وأوضحت الرسالة لرئيس الحكومة أن مهني الصحة من "ضمن الأطر والموظفين والعاملين المعرضين أكثر للإصابة بالفيروس، بل إنهم في الجبهة الأولى والصف الأمامي في الحرب ضد كورونا، فهم من يسعفون ويفحصون ويحللون ويعالجون ويأخذون بأيدي المرضى المحتمل والمؤكد إصابتهم بالفيروس".
وأوضحت رسالة رافق الشناوي" أن موظفي الصحة قد ضحوا في ظل منظومة صحية هشة وهم يضحون اليوم تضحيات جسام ". وبرهن ذلك من خلال "أنهم بكل فئاتهم وتخصصاتهم بكل المؤسسات الصحية، يتفانون في مواجهة الجائحة بالقيام بواجبهم المهني والإنساني والوطني ويخاطرون بصحتهم وحياتهم وسلامة عائلاتهم، بل منهم من نترحم عليهم كشهداء الواجب"
وأشارت راسلة المكتب الوطني للصحة بالسيديتي أن الأطر الصحية " يركزون فقط على تقديم المساعدة والإسعاف والعلاج للمواطنين وقد تناسوا في هذه اللحظة الحرجة شروط العمل غير اللائقة ومطالبهم العادلة والمشروعة، ولم يمارسوا أبدا أي نوع من الابتزاز أو المقايضة مقابل القيام بمهامهم، بل اشتغلوا وقاموا بواجبهم بالرغم من معاناتهم من غياب أو قلة وسائل وتجهيزات الحماية".
وخاطبت الرسالة رئيس الحكومة بكونه طبيب بالقول: "أنتم على دراية بصعوبة مهام مهنيي الصحة في مرحلة دقيقة وخطرة مفتوحة على كل الاحتمالات وما يترتب عنها من ضغط وإجهاد وإرهاق وقلق وأرق وكَرَب وخوف وعزلة عن عائلاتهم بالنسبة للكثير منهم، وبالرغم من ذلك فإنهم لم يطلبوا منكم شيئا، ولم ينتظروا شكرا أو مجاملة عن خدمتهم النبيلة".
في هذا السياق تساءل رسالة رفاق الشناوي رئيس الحكومة "كيف لكم أن تصدموهم بمنشوركم وتجازونهم بالاقتطاع من أجورهم في ظرفية حساسة جدا بالنسبة لهم؟ ألم تجدوا لتحفيزهم الآن، كما فعلت دول أخرى تحترم فعلا شغيلتها الصحية، إلا الفصل 40 من الدستور لتطبيقه عليهم ؟ وإذا اتفقنا مع قراءتكم للفصل 40، فهل فرضتم مساهمة الجميع قبل أن تلجؤوا إلى جيوب الموظفين؟"
وبروح المسؤولية خاطبت رسالة النقابة الوطنية للصحة بالسيديتي رئيس الحكومة بالقول "كان عليكم أن تقوموا بإعطاء إشارات إيجابية بتقليص أجور الوزراء والبرلمانيين والموظفين السامين وإلزام الشركات والمؤسسات بمساهمة وازنة بالنسبة لتلك التي حققت أرباح خيالية أو كبيرة خلال سنوات (الرخاء) واستفادت من الامتيازات والريع وعفا الله عن ما سلف؟"
وعلاقة بموضوع الاقتطاع تساءل رفاق الشناوي في رسالتهم الموجهة لرئيس الحكومة "لماذا قمتم بإقحام مركزيتنا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في منشوركم ، وقد أكدت لكم رفضها المطلق للاقتطاع الإجباري من أجور الموظفين وعدم تحويل الطابع التضامني والتطوعي للمساهمة في صندوق كورونا إلى اقتطاع إجباري؟". 
وأكدت الرسالة المفتوحة لرئيس الحكومة أنه " بقدر ما نثمن إيجابية خلق الصندوق، بقدر ما نعتبر أن قراركم سيفقدها بُعدَها النبيل وسيعمق فقدان الثقة في المؤسسات ، وندعوكم إلى التراجع عليه".
وعللت الرسالة رفضها لتطبيق الاقتطاع الإجباري من خلال أسئلة موجهة لرئيس الحكومة تعتبرها مشروعة من قبيل "ألم تفكرون في مخلفات قراركم على مهنيي الصحة والإحباط الذي قد يصيبهم، هم الذين يسمعون ويرون كيف يُعامَل المهنيون في بلدان أخرى ورغم ذلك لا يتكلمون ؟ ألم تهتموا بالتشويش والبلبلة التي خلقها قراركم في لحظة المطلوب فيها من مهنيي الصحة التركيز التام والتفرغ الكامل لمهامهم لخدمة المواطنين ؟"
واعتبرت رسالة النقابة الوطنية للصحة أن رئيس الحكومة لم " يعر اهتماما لإحساسهم بالغبن هم الذين كانوا ينتظرون دعمكم وتحفيزكم عوض إحراجكم لهم بإجراءات اتخذتموها أنتم و حكومتكم ؟"
وختم رفاق الشناوي رسالتهم الموجهة لرئيس الحكومة بالتأكيد على أن " لا أحد يرفض التضامن مع المتضررين والمساهمة في الصندوق، لكن المرفوض هي الصيغة الإجبارية والانتقائية المفروضة على شريحة معينة من المواطنين دون غيرها، بل إن المواطنين ومنهم موظفو الصحة ساهموا بشكل تلقائي في التضامن دون انتظار قراراتكم".
وأضافت الرسالة مؤكدة على أن "موظفي الصحة لا يحتاجون اليوم إلى تأكيد حسهم الوطني بتقديم عربون عن التضامن بقيمة يوم من أجرتهم، إنهم الآن بصدد تقديم صحتهم وحياتهم قربانا من أجل حماية مواطنيهم ووطنهم".