السبت 20 إبريل 2024
سياسة

منعم وحتي : قساوسة متأسلمون.. في زمن كورونا

منعم وحتي :  قساوسة متأسلمون.. في زمن كورونا منعم وحتي، ومحمد الفايد(يسارا)
ما إن تنتقد السيد الفايد، زعيمهم المفدى وقائدهم الهمام ومهديهم المنتظر، حتى ينبري أتباعه وحواريوه وحواريو حوارييه، ثارة بتكفير من ينتقد الزعيم الروحي، وثارة باتهامهم بالزندقة وثارة بالتشكيك في معتقداتهم وثارة بإخارجهم من الملة.. 
إنهم "والعيادو بالله" يرفعونه لدرجة القداسة والنبوءة والعِصْمَة، رغم أن أبسط تعاليم الإسلام أن الرسالة المحمدية آخر النبوءات.. 
ونهمس في أذن السيد الفايد.. إعفنا من هدر الطاقة مع دجل العلم..
فبعد الدَّجَّالين والرُّقَاة و بعض المتدينين المهووسين الذين خرجوا من جحورهم، يستفيق الآن بعض دُعاةِ العلم، لتعميق دق المسمار في نعش العقل والعقلاء الذين يحاول إنقاذ العالم من الوباء وهم معتكفون ليل نهار في مختبراتهم العلمية، وأمام مجاهرهم الدقيقة وفي مراكز البحوث لإنقاذ البشرية.. 
السيد الفايد، نرجو أن تعطي "شبر ديال التيساع" من مرضى كورونا، فلا يمكن لفتواك المعتلة إلا أن تؤدي للهلاك والموت المحققين لكل مرضى فيروس كوفيد-19. لأن المريض بهذا الوباء يحتاج لكثير من شرب الماء وعلى مدار الساعة، نظرا لاجتفاف الحلق بسبب الكحة المفرطة، وللمرضى كل الرخص العلمية والدينية والشرعية لذلك، واعتبارك جزما أن الصوم سينقذ من هلاك المرضى بدعة دينية وعلمية خطيرة، وستتحمل فيها وِزْرَ إلقاء الناس إلى التهلكة.. وهي بمثابة جريمة الشروع في القتل، كما كاد يفعل ذلك زميلك "أبو النعيم".
فأنت بهذا الفعل الشنيع تدعي علما لا حكمة ولا مصلحة للناس فيه، وإن وصلتَ لعلاج يقضي على وباء كورونا، فلا تكن مثل الدجال منجم الجزائر، فيمكنك عرض دوائك المفترض على مراكز الأبحاث العلمية المختصة، والتجارب المخبرية والسريرية لإثبات إدعائك.. أو اصمت! 
إن البشرية تمر من لحظات عصيبة، وليست في حاجة لإهدار الطاقة مع دجالي "العلم" المغلف بشعودة الرُّقَاة.
أما حواريوك الذين يكفرون من خالفك، وقد نَوَّمْتَ حواسهم النقدية، باستشهاداتك المغلفة بالدين، فليعلم القاصي والداني، أن من حسنات الإسلام أن أنهى دور القساوسة والرهبان كوسطاء بين الأفراد والله. 
فمَنْ هم إذن هؤلاء السماسرة الذين ينصبون أنفسهم وسطاء، وفتحوا وكالات لسمسرة علاقة الإنسان بالله؟!!
المغاربة شعب متسامح، رضع سماحة الدين من ثدي الأمهاتِ ورجاحةَ العقل من تجارب كل الشعوب والملل. 
ولن نسمح لتجار الدين بالمزايدة علينا، أو التنصب كناطقين وخلفاء باسم الله على الأرض.
ففي أزمنة النوائب والأوبئة يكثر الدجالون والمشعودون والسماسرة ومدعو النبوءة والأفاقون.. وتشتد شراستهم مخافة أن تبور سلعتهم ويكتشف الناس زيف إدعاءاتهم..
 
آن لهاته السمسرة أن تنتهي.. وقد عراها زمن كورونا.
 
منعم وحتي، عضو قيادة حزب الطليعة وفيدرالية اليسار