الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

خرق قانون الكمامات: هل سيسلم العثماني نفسه للشرطة لاعتقاله؟!

خرق قانون الكمامات: هل سيسلم العثماني نفسه للشرطة لاعتقاله؟! سعد الدين العثماني
مع البدايات الأولى لغزو كورونا للعالم، ومن ضمنها المغرب، أطلّ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في ندوة صحفية وهو في قمة "التفاؤل" ليزفّ إلى المغاربة خبرا أن بلادنا "منيعة" و"محصّنة" من وباء كورونا، كما أوصاهم بأنّ وضع "الكمامات" لا ضرورة منها، باستثناء المرضى. صدّقنا العثماني الذي هو بالمناسبة "الرجل الثاني" في الدولة بعد الملك، بالإضافة إلى أنه "طبيب"، ولا يوجد من "يفتي" أفضل منه في موضوع "الفيروسات" و"الميكروبات" و"الطفيليات". 
بعد أيام من تصريح الوزير "افترس" الفيروس المئات من الضحايا، وقتل العشرات من الضحايا، بالرغم من إعلان الحجر الصحي وحالة الطوارئ، فقررت الحكومة إجبار المواطنين على وضع الكمامة ومعاقبة المخالفين لهذا القرار، مع العلم بأن رئيس الحكومة هو أول من شجع المغاربة على عدم وضع الكمامات، ولم يخرج ليعتذر عن تصريحه السابق، ويتحمل مسؤوليته.
لابأس، المغاربة متسامحون ومتعودون على "زلّات" لسان العثماني. لكن العثماني وهو يرد على الأسئلة الشفوية في البرلمان يوم الأثنين 13 أبريل2020، بدل أن يضع الكمامة على فمه، علّقها على أذنه كأنها حبل غسيل، في مشهد كاريكاتوري لا يليق برجل دولة الأحرى به أن يكون قدوة أمام الشعب ويقدم رسالة رمزية من البرلمان بفوائد الكمامة في الوقاية من انتشار عدوى فيروس كورونا. فحتى الملك خلال استقباله بالقصر الملكي للوزيرين عثمان الفردوس وسعيد أمزازي، كان يلبس الكمامة في رسالة تحمل أكثر من دلالة.
إذا كان العثماني يحترم روح الدستور وقوانين المملكة العلوية الشريفة، فمن الواجب أن يسلم نفسه للشرطة بتهمة "العصيان" وخرق قانون الطوارئ الصحية برفضه استعمال الكمامة. فوضع الكمامة يا رئيس الحكومة "أبلغ" من رسالة "التباكي" في البرلمان أمام عدسات الكاميرا رثاء لموتى كورونا، ولا يعلم أن رفض وضع الكمامة هو "تواطؤ" مع كورونا، وتحريض "كوفيد-19" على التحرش بالمغاربة وتهديدهم بالموت، وتشجيع على الرفع من عدد "الجنائز" اليومية!!
اللهم إن كان رئيس الحكومة يتمتع بامتياز قضائي يخوله عدم الانضباط لقانون أصدرته حكومته يلزم المواطنين بارتداء الكمامات!!