السبت 27 إبريل 2024
سياسة

العالم.. ما بعد كورونا

العالم..  ما بعد كورونا
مثل وباء كورونا كمثل سيل جارف يجر كل ما يعترض طريقه، كل ما بني من خشب وطين تلاشى وتفتت مع المياه الغاضبة، إلا «الفولاذ» هو ما ظل صامدا وراسخا في الأرض.
المنظومة الصحية المهترئة ندفع كلفتها اليوم مع اجتياح وباء كورونا. ولولا الخطة الاستباقية التي كانت بمثابة «طوق النجاة» للسواد الأعظم من المغاربة، لكنّا أمام فاجعة إنسانية بكل المقاييس. التدابير الوقائية التي اتخذها المغرب مع ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا، وفرض حالة الطوارئ الصحية جنّبت المغاربة الإصابة بضربة قاضية ومميتة!! فالدولة لم يكن أمامها خيارات إلا خيار «الحجر الصحي»، خاصة أن واقع الصحة العمومية يدعو إلى الرثاء، و«الأرقام» ليست في صالحنا، لذلك توارينا عن «الريح»، ونختبئ في خنادقنا.. فضلنا دفع فاتورة الكلفة الاقتصادية غاليا لتجنب خسائر في الأرواح. منذ البداية كانت الرؤية واضحة.. لا وقت للتباكي على «أطلال» مستشفيات وزارة الصحة، فالموت «الزاحف» يطرق الأبواب!!
في البلدان الأوربية التي تملك أبنية من «فولاذ» وأسطول من المستشفيات لم تستطع الصمود والمقاومة لفترة أطول، لكن نسيجها الاقتصادي والمجتمعي ظل متماسكا. فبالرغم من سقوط أعداد كثيرة من الضحايا، استمرت الحياة، ربما الخسارة الأكبر هو فشل «الاتحاد الأوربي» في الحفاظ على تماسك وحدته.. الانتصار الذي حققه «كورونا» هو فضح هذا «الاتحاد» الهشّ، و«البول» على كل الشعارات الرنّانة المرفوعة.. كل بلد انكمش داخل قوقعته. لكن من جانب آخر أظهر فيروس كورونا صلابة «روسيا» و«الصين».. كأن «الوباء» يرسم خريطة نظام عالمي جديد. 
2020 عام موبوء، لن ينسى أحد هذين الرقمين «الملعونين».. حتما سقطت الآلاف من الأرواح بلا أن تُسْفك قطرة دم أو تفجر قنبلة أو يطلق صاروخ باليستي.. بصفر «رصاصة» ضجّت المقابر بالجثث. كورونا ينحت العالم من جديد.. بأصباغ سوداء يرسم بريشة تقطر بحمرة قانية يرسم لوحة من «ظلال» شاحبة. لم يكتمل وجه اللوحة.
لاشكّ بأن «اللوحة» ستكون شديدة الغرابة وغارقة في السوريالية!!
لننتظر وسنرى!!!!!