الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

هذا هو الطبيب المغربي.. خلق بجينات الرحمة والإنسانية بالرغم من كل الأحكام المسبقة!!

هذا هو الطبيب المغربي.. خلق بجينات الرحمة والإنسانية بالرغم من كل الأحكام المسبقة!! صورة من الأرشيف

حوار قصير دار بيني وبين أحد أصدقائي الأطباء:

 

- خدمتي اليوم؟

- مشيت مع الجوج ورجعت مع الخمسة

- كيجيو المرضى؟

- ماشي بزاف

- واش كتاخذ التدابير الوقائية؟

- طبعا.. هاذ شريت اليوم باكية ديال ليبافيت (الكمامات) فيها 100 حبة.. عرفتي شحال خلصت؟

- شحال خلصتي؟

- 10.000 درهم

- وشحال مدة الصلاحية ديال كل بافيت؟

- حوالي 5 سوايع ولا 6 سوايع

- ومغاديش تسد العيادة وتلتزم بالحجر الصحي؟

- ميمكنش.. مستحيل الطبيب إيلا فتح عيادة بابها كيبقى مفتوح ديما

- واخا نقصو المرضى؟

- الطبيب لا يفكر بمنطق الربح والخسارة.. ماشي فاتح حانوت تجاري

 

لم أجد الرد المناسب، يكبرً الطبيب في عينيك، ويصبح قطعة من الوطن لا يمكن اقتلاعها. الأطباء اليوم يرابطون في عياداتهم ومصحاتهم، لا يهابون فيروس كورونا، ولا ينحنون أمام أي فيروس قاتل. هذا الوباء فتح عيوننا على عدة حقائق وأكاذيب مضللة، على الدور الجوهري للصحة وللتعليم، وهما المنظومتان اللتان تعرضتا للتخريب في عهد وزير الصحة السابق الحسين الوردي بحكومة عبد الإله بنكيران. تحضر هذه اللحظة كل تلك المعارك التافهة التي خاضها الوردي، أحسن وزير صحة في تاريخ الحكومات المغربية بشهادة "زور" من عبد الإله بنكيران. تحضر أيضا المعركة الإعلامية "المفتعلة" التي شنها محمد عمورة في برنامجه الإذاعي "احضي راسك من خيانة الأطباء".. هي معارك تسجن الطبيب في قفص الاتهام وتحرك أحقاد المجتمع. اليوم من لم يفتحوا أبواب عيادتهم ومصحاتهم هم الأطباء والممرضون وجميع المهن الطبية الموازية. كم يحتاج إليهم المغرب في هذه المحنة العصيبة، لأن الحياة لا تقدر بثمن، والأطباء هم يضبطون إيقاع الحياة.

 

في حواري القصير مع الطبيب لم يخن المجتمع، ولم يخن ضميره المهني، لم يرفع سعر الفحص، لم يبتزّ المرضى، لم يغلق عيادته ويختبئ مثل فأر مذعور، بل صارحني بأنه مستعد للعمل بالمجّان.

 

هذا هو الطبيب خلق بجينات الرحمة والإنسانية بالرغم من كل الأحكام المسبقة.. تلك هي الحقيقة!!