الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
جالية

يحيى المطواط: حالة "الاستثناء" بإيطاليا ترخي بظلال الأزمة المادية على الجالية المغربية

يحيى المطواط: حالة "الاستثناء" بإيطاليا ترخي بظلال الأزمة المادية على الجالية المغربية يحيى المطواط في صورة تركيبية مع مشهد احترازي بإيطاليا من فيروس كورونا

انتشار جائحة كورنا المستجد في إيطاليا، واعتبارها من طرف منظمة الصحة العالمية كثاني بؤرة للوباء بعد الصين، جعل الآلاف من المغاربة المقيمين بإيطاليا يقرؤون اللطيف ويضعون أيديهم على قلوبهم رافعين أكفهم بالدعاء كي يحفظهم وبلد الإقامة من هذا الوباء.

في ظل حالة الهلع الشديد الذي تعيشه ايطاليا، تظل أنظار المغاربة مركزة بقوة على وضع الجالية المغربية هناك، بالنظر إلا ان المغاربة هم أكبر جالية اجنبية بإيطاليا. في هذا الإطار اتصلت "أنفاس بريس" بيحيي المطواط، رئيس الفضاء المغربي الإيطالي، والذي قربنا من الصورة العامة التي يعيشها ازيد من 800 الف مغربي بإيطاليا .

 

"إن المجتمع الإيطالي يعيش على وقع حالة الخوف والهلع الشديد، بسبب تفشي فيروس كورونا في شمال ايطاليا، كما أن أنظار المغاربة تظل مركزة بقوة على وضع الجالية المغربية في ايطاليا التي تعد من أكبر الجاليات الأجنبية في هذا البلد، كما أنها تتميز بعدد من الخصوصيات مقارنة بباقي الإثنيات بإيطاليا، الأمر الذي يفاقم أزمتها النفسية، وأيضا الاجتماعية، خصوصا أن أفراد الجالية المغربية في ايطاليا يعيشون بعيدا عن عائلاتهم في المغرب، والذين يتقاسمون معهم ألم هذه المعاناة الناجمة عن تفشي هذا الوباء، ناهيك عن كون معظم أفراد الجالية المغربية بإيطاليا يمارسون النشاط التجاري، وهو النشاط الذي تضرر كثيرا بسبب تفشي فيروس كورونا، فالمحلات التجارية، وكذا محلات المواد الغذائية والمطاعم تغلق أبوابها في ساعات مبكرة من المساء، فضلا عن إغلاق كبريات الأسواق التجارية، وهو الأمر الذي ألحق أضرارا فادحة بمغاربة ايطاليا.

 

إن الوباء أثر بشكل كبير على الأوضاع المادية لعائلاتهم في المغرب التي تعتمد على التحويلات المالية لأبنائها في ايطاليا، وأيضا على الوضع الاقتصادي للمغرب، حيث تسود نوع من الكآبة في المجتمع الإيطالي عامة، بعد أن أغلقت المدارس وجميع المرافق العمومية، مما يجعل الوضع أشبه بـ "حالة الاستثناء".

 

"كورونا" يُفرغ أشهر ساحة مركزية بميلانو

 

إن وضعية المغاربة يطبعها نوع من الكآبة، خصوصا بعد أن أغلقت المدارس وجميع الإدارات، واصفا الوضع بما يشبه حالة استثناء، بعد نزول الجيش والدرك إلى شوارع المدن الإيطالية.

 

يوجد عدد هام من مغاربة إيطاليا حاليا في المغرب لقضاء أغراض خاصة، دون أن يعرفوا مصير مستقبلهم في هذا البلد، حيث قامت شركات الطيران بإلغاء رحلاتها نحو إيطاليا، مما جعل الكثير منهم غير قادر على الالتحاق بأبنائهم وعائلاتهم من جديد، وهو الوضع الذي يسائل الحكومة المغربية، وخصوصا وزارة شؤون الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بشأن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها للتخفيف من معاناة أفراد الجالية المغربية بالخارج، وخصوصا بإيطاليا جراء تفشي فيروس كورونا، علما أنهم ظلوا ولسنوات طويلة يضخون أموال طائلة لفائدة عائلاتهم في المغرب، ولفائدة الاقتصاد الوطني".