السبت 20 إبريل 2024
اقتصاد

وفد إعلامي إفريقي يحل ضيفا على محطة تصفية المياه العادمة لمديونة

وفد إعلامي إفريقي يحل ضيفا على محطة تصفية المياه العادمة لمديونة صورة جماعية للوفد الإعلامي

على هامش انعقاد الدورة الثالثة لمنتدى الصحافيات الإفريقيات الذي تنظمه القناة الثانية بالدار البيضاء حول موضوع «الاستعجالية المناخية، الوسائل الإعلامية الإفريقية فاعل رئيسي بالتغير المناخي»، احتضنت محطة تصفية المياه العادمة لمديونة، يوم الأربعاء 4 مارس 2020، زيارة شبكة «ليبانافريكان» التي حلت بوفد مكون من حوالي 60 صحافية إفريقية للاطلاع على التكنولوجيا المعتمدة للحفاظ على الموارد المائية من خلال إعادة استعمال المياه العادمة المصفاة بمحطة تصفية المياه العادمة لمديونة، و ذلك لأغراض السقي الزراعي.

 

وتندرج هذه الزيارة الاستطلاعية في إطار الورشة الثانية «التدبير المعقلن للموارد المائية» التي تنعقد ضمن فعاليات منتدى "ليبانافريكان".

 

هكذا، وبعد الاستقبال الذي خصصته مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية للوفد الإعلامي للصحافيات الإفريقيات، تم تقديم شروحات تفصيلية حول هذه المحطة الأولى من نوعها في المغرب (وفي شمال إفريقيا) التي تستعمل تكنولوجيا التصفية بالأغشية، والتي دشنها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في 3 أبريل 2013.

 

وخلال هذه الزيارة، اطلعت الصحافيات الإفريقيات على خصائص هذه المنشأة التكنولوجية والبيئية المتقدمة التي تم إنجازها في إطار المخطط المديري لمحاربة التلوث بولاية الجهة، حيث تمكن التكنولوجيا الابتكارية المعتمدة فيها من إعادة استعمال المياه العادمة، بعد معالجتها، لأغراض السقي الزراعي. كما تهدف المحطة إلى حماية واد حصار من نفايات المياه العادمة لمديونة إضافة إلى مساهمتها في المحافظة على الموارد المائية بالمنطقة.

 

وللتعرف على أهمية مثل هذه المشاريع في الحفاظ على الموارد المائية وتثمينها، قام الوفد الإعلامي الإفريقي بزيارة للفضاء التجريبي للزراعة الحضرية، خاصة أنه تجربة تؤكد إمكانية إعادة استعمال المياه العادمة المصفاة واستغلالها لأغراض السقي الزراعي.

 

خصائص محطة تصفية المياه العادمة

تم تصميم محطة معالجة المياه العادمة لمديونة من أجل ما يعادل 000 40 ساكن، مع إمكانية أن يصل هذا الحجم مستقبلا إلى 000 80 ساكن، وتتميز بقدرتها على معالجة 800 3 متر مكعب من المياه العادمة في اليوم. وهو مشروع بلغت كلفة استثماره 141 مليون درهم.

 

ومن أجل تجنب أي إزعاج للمجاورين، اعتمدت ليدك نظاما لإزالة الروائح، بحيث تتم عمليات المعالجة الأولية وتجفيف الأوحال داخل بناية مغطاة.

 

هكذا، وباعتبارها فاعلا محوريا في الدار البيضاء الكبرى من خلال طبيعة مهنها وترسخها المجالي، تدرج ليدك التنمية المستدامة في صلب أعمالها. وفي هذا الإطار، يحرص المفوض له بالدار البيضاء على أن تكون الأعمال التي يقوم بها محترمة للبيئة وفي الوقت نفسه، مسؤولة على المستويين الاقتصادي و الاجتماعي. والغاية المشتركة هي تقديم خدمات أساسية للمساهمة في تحسين إطار العيش.

 

 

تدبير وترشيد الموارد المائية

باعتبار التزام ليدك لفائدة التدبير المستدام للموارد الطبيعية، فهي تقوم باستمرار بمحاربة ضياع الموارد وتحرص على تأمين تزويد الماء الشروب، بحيث تمكنت مصالحها سنة 2019، على سبيل المثال، من اكتشاف وإصلاح حوالي 15.000 تسرب في إيصالات وعدادات الزبناء وحوالي 1300 تسرب في القنوات.

 

وبفضل تكنولوجيات مبتكرة لكشف و إصلاح تسربات الماء، تمكنت الدار البيضاء من اقتصاد ما يعادل 53 مليون متر مكعب سنة 2019 مقارنة مع سنة 1997، وهو ما يعادل الحجم السنوي الضروري لما يفوق مليون نسمة.

 

الفضاء التجريبي للزراعة الحضرية

تتميز محطة تصفية المياه العادمة لمديونة بالفضاء التجريبي للزراعة الحضرية الذي تم إنشاؤه داخلها على مساحة 1.600 متر مربع، وذلك بفضل شراكة بين مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية وجمعية البحث - العمل للتنمية المستدامة، وهو ثمرة تعاون ناجح متعدد الفاعلين، وذلك بفضل دعم مختلف الجمعيات والفعاليات الجامعية.

 

ويستفيد هذا الفضاء من السقي بالمياه العادمة المصفاة في محطة مديونة، بحيث يضم 7 مناطق زراعية (بستان خضراوات، غابة أغراس غذائية مع أشجار مثمرة، نباتات عطرية...) تشمل مشتلا وكذا منطقة للتنوع البيولوجي وفضاء للتسميد. مع الإشارة إلى أن الفضاء التجريبي للزراعة الحضرية حاز سنة 2018 على جائزة الحسن الثاني للبيئة في فئة "مبادرات المقاولات".

 

هكذا، فمن خلال هذا المشروع، تطمح ليدك ومؤسستها لأعمال الرعاية إلى تطوير حقل تجريبي للزراعة الحضرية والبيولوجية، وإبراز إمكانية إعادة استعمال المياه المصفاة للاستعمال الزراعي، وفي الأخير للمساهمة في تحسيس الأطراف المعنية بأهمية حماية البيئة (التلاميذ، الطلبة، المجاورين، الجمعيات، الفلاحين، المنتخبين...).