الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

طارق اثلاثي: الجزائر تسعى لصرف أنظار شعبها عن أزمته الداخلية عبر توظيف ملف الصحراء

طارق اثلاثي: الجزائر تسعى لصرف أنظار شعبها عن أزمته الداخلية عبر توظيف ملف الصحراء طارق اثلاثي (يمينا) ووزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم

قال طارق اثلاثي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، في لقاء ضمن برنامج "وجها لوجه"، على قناة "فرانس 24"، مساء يوم الاثنين 2 مارس 2020، إن النظام الجزائري، وفي إطار سعيه للهروب إلى الأمام من حراك الشعب الجزائري، حاول توظيف أربع مخرجات: المخرج الأول هو السعي للمهادنة مع الشعب الجزائري دون أن ينفعه ذلك؛ والمخرج الثاني شن حملة اعتقالات في صفوف قيادات حراك الشارع الجزائري دون أن يتمكن من إخماده؛ والمخرج الثالث محاكمة من أسماهم الشارع بـ "عصابة النظام"؛ والمخرج الرابع توظيف قضية الصحراء المغربية لصرف أنظار الرأي العام الداخلي عن الأزمة السياسية التي تتخبط في البلاد.

 

وأوضح اثلاثي أن تصريحات وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، تسير في اتجاه إعطاء الانطباع أن الدولة الجزائرية محايدة في قضية الصحراء المغربية.. متسائلا عن خلفية ذهابه للجامعة العربية ومحاولته فرض حضور كيان وهمي لحضور القمة العربية - الإفريقية المرتقبة بالسعودية، في إشارة إلى جبهة البوليساريو، إن كان يدعي الحياد. وأضاف اثلاثي قائلا: "أنا أشفق على الشعب الجزائري لأن هذا النظام يمرغ وجهه في الوحل، لقد أصبحت الجزائر اليوم أضحوكة داخل المنظومات العربية والقارية والدولية".

 

قبل أن يخلص إلى أن كلام وزير الخارجية الجزائري حديثه غير متناسق ولم يفهم منه ماذا يريد، مضيفا بأن الخطاب الحالي للنظام الجزائري الذي نصب رغما عن إرادة الشعب الجزائري الذي مازال مستمرا في حراكه لأكثر من 13 شهرا يبحث عن الشرعية التي لم تتحقق لفائدته، نظرا لتخبطه؛ مشيرا بأنه لم تتبقى له إلا ورقة وحيدة لكي يلعبها وهي قضية الصحراء المغربية.

 

وقال اثلاثي إن النظام العسكري الجزائري يصادر حقوق شعبه في اختيار حكامه ويعتقد بأنه بإمكانه أيضا أن يصادر حقوق الدول الإفريقية في التعبير عن سيادتها وفي تثبت مواقفها النهائية تجاه قضية الصحراء المغربية. مضيفا بأن كل الدول اليوم عازمة اليوم على تغيير المناخ في القارة الإفريقية للتوجه نحو الرخاء لفائدة شعوبها، في الوقت الذي يعيش فيه النظام الجزائري "ترفا نضاليا" سلبيا. مؤكدا أن الترف النضالي ينبغي أن يكون في اتجاه بناء الدولة الجزائرية وفي اتجاه الاستثمار الحقيقي لعائدات النفط والبترول.