الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

فعاليات دوري "11 يناير 2020"، انتصار للشباب والتنمية الرياضية بجرسيف

فعاليات دوري "11 يناير 2020"، انتصار للشباب والتنمية الرياضية بجرسيف جانب من الاحتفاء بالشباب في اختتام الدوري بجرسيف

أُسدلت جمعية المواهب للتنمية الرياضية، نهاية الأسبوع المنصرم، بإقليم جرسيف، الستار على  فعاليات دوري "11 يناير 2020" في دورته الخامسة، والمنظم بمناسبة تقديم وثيقة الاستقلال، واحتفاء بالمتفوقين دراسيا من منخرطي الجمعية ولاعبي مدرسة المواهب لكرة القدم بدعم من المجلس الإقليمي لجرسيف، وبتنسيق مع الإدارة التقنية لمدرسة المواهب لكرة القدم.

 

عرف هذا الحفل التربوي والرياضي والفني، الذي ترأسه رئيس المجلس الإقليمي لجرسيف، عدة فقرات، تنوعت بين الفنية والتي أحيتها الفنانة حورية أمل والفنان محمد النجاري "شاكير"، بعد أن تم توزيع مجموعة من الشواهد التقديرية والميداليات على المتفوقين دراسيا من لاعبي ومنخرطي جمعية المواهب للتنمية الرياضية، بالإضافة إلى توزيع الكؤوس والبدل الرياضية والكرات على المحتلين للمراتب الأولى في دوري "11 يناير 2020"، والذي عرف مشاركة ثماني فرق ينتمون لفرق الأحياء بمدينة جرسيف بمعدل فاق 120 لاعبا، كما تم تكريم جميع الداعمين، شركة فيندي، شركة دلسيوزا، شركة سوطرازيم وجدة، شركة بني موسى ألميريا بإسبانيا، الهلال الأحمر المغربي فرع جرسيف، الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي وأكاديمية صافور كرة القدم بفالنسيا الإسبانية، ناهيك عن الداعمين الإعلاميين، "الحدث الشرقي" بوجدة وجريدة "أنفاس بريس"، دون أن تغفل الجمعية تكريم بعض الفعاليات الرياضية المنتمية لإقليم جرسيف، مصطفى جباري كرياضي الموسم، محمد كرناح كأحد قدماء حسنية جرسيف لكرة القدم وحسين موزون عداء جرسيفي مغربي متخصص في المسافات المتوسطة والطويلة بالديار الفرنسية والسيويسرية.

 

 

وعبر رئيس المجلس الإقليمي، أحمد العزوزي، بهذه المناسبة، عن سعادته بحضور هذا الحفل الشبابي، مجددا وعده بدعم جميع المبادرات الشبابية الرامية إلى النهوض بالتنمية المحلية في مختلف المجلات متمنيا النجاح للجميع. وفي كلمة ألقاها رئيس الجمعية أحمد صبار أشار إلى أن جمعية المواهب للتنمية الرياضية حملت على عاتقها تنظيم دوري "11 يناير 2020" في نسخته الخامسة تحت شعار "العمل القاعدي أساس التنمية الرياضية" تنزيلا لأهداف الجمعية المسطرة بقانونها الأساسي الرامية إلى تطوير الممارسة الرياضية بكل أشكالها، وكرة القدم بالخصوص، إيمانا منها بأن ذلك يشكل إحدى الركائز الأساسية لتنمية الشباب، وإدماجهم في محيطه الاجتماعي والاقتصادي، وتقوية مناعتهم ضد كل أشكال الانحراف والتطرف، أو المغامرة بأرواحهم وبمستقبلهم عبر اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية، وهي الأهداف التي قال عنها رئيس الجمعية أنها مستوحاة من روح الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات، والتي ركز فيها ملك البلاد على مجموع التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي، والتي ذكر منها، ما "تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية ، من لدن بعض المتطفلين عليها، للارتزاق أو لأغراض شخصية، إلا من رحم ربي من المسيرين الذين يشهد لهم تاريخ الرياضة ببلادنا بتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجلها، جاعلين الفرق والأندية التي يشرفون عليها بمثابة أسرتهم الكبيرة ولاعبيها في منزلة أبنائهم". انتهى منطوق الرسالة الملكية.

 

 

وأكد أحمد صبار، في معرض كلمته، أنه إذا كان إقليم جرسيف غني بثرواته الطبيعية ومتميز بموقع الاستراتيجي، فهو غني، قبل كل شيء، بشبابه، الذي يمثل ثلثي ساكنة الإقليم، والذي نثق في قدراته على المساهمة الفاعلة، في تحقيق الإقلاع الذي نتطلع إليه جميعا، إذا ما وفُرت له الظروف المواتية للتعبير عن مواهبه وصقلها، وهو الأمر الذي لن يتأتى، إلا بترسيخ الحكامة الجيدة للهياكل التسييرية، وتحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات إنتاج تسويق المنتوج الكروي المحلي عوض نهج سياسة الانتدابات المفرطة وإقصاء المواهب المحلية.

 

وإيمانا من جمعية المواهب للتنمية الرياضية بكون حق ممارسة الرياضة حق من حقوق الإنسان، يضيف أحمد صبار، أن المكتب المسير للجمعية يعمل جاهدا، رغم مجموعة من الإكراهات الذاتية والموضوعية وأخرى اختلقت من طرف جهات بعينها، على توسيع نطاق ممارسة الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، لتشمل كافة شرائح المجتمع بإقليم جرسيف، وتمتد لتشمل المناطق المحرومة والأحياء الشعبية علما منه أن الرياضة تشكل رافعة قوية للتنمية البشرية والاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان غالبا والتهميش.

 

 

وأشار رئيس الجمعية أن ما يطبع المشهد الرياضي بإقليمنا جرسيف، كون أغلب من يمارسون نشاطهم الرياضي ضمن إطار جمعوي يقوم أساسا على مبدآ العمل التطوعي والهواية، كما أن تحديد المسؤوليات غالبا ما لا يتم بشكل واضح، في حين لا تتوفر عناصر الشفافية والنجاعة والديمقراطية في تسيير الجامعات والأندية، ناهيك عن حالة الجمود التي تتسم بها بعض التنظيمات الرياضية، خاصة تلك التي تعتبر نفسها ممثلا لإقليم جرسيف في مجموع التظاهرات الرياضية، بالإضافة إلى ضعف أو انعدام نسبة التجديد الذي تخضع له هيئاتها التسييرية، حيث كثيرا ما ينحصر الخلاف حول التعاقب، في اعتبارات أو صراعات شخصية أو فئوية ضيقة تطبعها المصلحة الشخصية وقصر النظر، مما يتعين وضع نظام عصري وفعال لتنظيم القطاع الرياضي بالإقليم، يقوم على إعادة هيكلة المشهد الرياضي المحلي وتأهيل الجمعيات والأندية الرياضية لترقى أو تلامس منطق الاحترافية ودمقرطة الهيئات والمكاتب المكلفة بالتسيير وإبعاد المتطفلين وتشجيع ذوي الاختصاص.

 

 

ونوه رئيس جمعية المواهب، بكافة الفاعلين المعنيين بهذا القطاع، ملتمسا منهم الانتباه لهذا الموضوع بروح عالية من المسؤولية والجد والالتزام والثقة في الذات وفي مؤهلات إقليم جرسيف البشرية وبكثير من الطموح والتفاؤل، والاجتهاد في بلورة أفضل السبل، لوضع استراتيجية محلية للرياضة بهذا الإقليم الفتي في إطار رؤية جماعية مسؤولة تتسم بالاعتناء بمواهب الأحياء الشعبية وترشيد الدعم الممنوح للجمعيات والأندية ليطال أبناء مدينتنا وإقليمنا جرسيف.

 

وختم الأستاذ أحمد صبار كلمته بالإشارة إلى كون شعار هذه الدورة الذي استوحته الجمعية من روح الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات، يعبر عن ثقته الكبيرة في المؤسسات العمومية، وفي الإمكانيات الكبيرة للرياضة المحلية.. مؤكدا أن الجمعية لن تبخل من جانبها، بدعم كل المبادرات الحسنة التي تعمل جاهدة على بلوغ الهدف الرياضي الأسمى، المتمثل في جعل الرياضة بإقليم جرسيف نموذجا متميزا ومدرسة حقيقية للحياة وللوطنية والمواطنة وعنصرا للتلاحم الاجتماعي ورافعة لإشعاعنا الجهوي والوطني.