الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

في رسالة لوزير الصحة: نعم، العلاج المجاني مضمون لمرضى السرطان، ولكن..

في رسالة لوزير الصحة: نعم، العلاج المجاني مضمون لمرضى السرطان، ولكن.. وزير الصحة خالد أيت الطالب

وجه الزميل محمد شروق، رئيس جمعية نحن والسرطان، رسالة إلى خالد أيت طالب، وزير الصحة، يستفسره فيها عن تساؤله الذي طرحه هذا الأخير في حصة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، والخاصة تحديدا بـ "العلاج المجاني" لمرضى السرطان، والذي طالب الوزير تحديده في "هل هو مجانية الأدوية أم التحاليل، أم الأشعة؟".. في ما يلي نص الرسالة كاملا:

 

"خلال حصة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، يوم الاثنين 20 يناير 2020، طالبتم بتحديد مفهوم مجانية العلاج لمرضى السرطان.. هل مجانية الأدوية أم التحاليل أم الأشعة...؟

 

وأنا اتحمل المسؤولية وأجيبكم رغم أنني أعلم أنكم أدرى مني: مجانية العلاج متوفرة بجميع مراكز علاج السرطان العمومية بما في ذلك الأدوية المرتفعة الثمن والتحاليل المتنوعة والأشعة والعمليات الجراحية.. كل هذه الخدمات مجانية بمجرد تقديم بطاقة المساعدة الطبية: راميد..

 

وأشهد أن هذه الخدمات تقدمها أطقم طبية وشبه طبية وتقنية وإدارية تابعة لوزارتكم.. وأشهد بحكم تجربتي أن الجميع يقوم بواجبه بنبل وتفان..

 

السيد الوزير المحترم:

كل الكلام الذي سبق لن يناقشه أحد. لكن بعض المشاكل الحقيقية التي يجب على تبليغها لكم عبر هذه الرسالة هي على التوالي:

 

- تدركون أن الطاقة الاستيعابية للمراكز العمومية التسع المنتشرة عبر مدن محدودة لا تستجيب للعدد المهول لمرضى السرطان، والذي يتعدى حسب إحصائيات وزارتكم 50 ألف حالة جديدة، تضاف إليها الحالات التي تتابع العلاج منذ سنوات.

- هذه الأعداد المتزايدة تؤدي إلى تقديم مواعيد تتجاوز عدة الشهور وقد تتعدى السنة..

- أنتم كطبيب قبل صفتكم كوزير تدركون أن مرض السرطان يحتاج إلى الاستعجال في العلاج للحد من انتشاره وانتقاله من عضو إلى آخر.

- تعرفون أن أحد المشاكل الحقيقية التي يعاني منها مرضى السرطان هو غياب الأدوية من فترة لأخرى، بل إن هذا هو ما دفع بعض المحاربات ضد الداء إلى إطلاق حملة فيسبوكية: "مبغيناش نموتو بالسرطان.."، وتلتها حملة وطنية من أجل إعداد عريضة بهدف إحداث صندوق لمكافحة مرض السرطان.

 

المعادلة إذن واضحة: غياب الدواء لعلاج مرض ينتشر كل يوم..

 

ومن المشاكل التي يواجهها مرضى السرطان بالمراكز العمومية، تعطل الأجهزة من أجل القيام بالأشعة (سكانير وغيره)، وهنا يضطر المريض إلى تأخير مواعيد العلاج أو اللجوء إلى القطاع الخاص، وهو أمر غير متاح.

 

السيد الوزير المحترم:

سأكتفي بهذه الإشارات وأود أن تسجلوا بكل موضوعية أن لا أحد ينكر المجهودات التي قام بها المغرب، خاصة منذ 2005 بعد تأسيس جمعية للاسلمى لمحاربة السرطان ووضع مخطط وطني 2010-2019 (ننتظر تقييم حصيلته)، إضافة إلى إنشاء مراكز جديدة وتجهيزها ورصد ميزانيات ضخمة لاقتناء الأدوية..

 

لكن كل هذه المجهودات تذوب وسط معاناة المرضى، مما يفرغ مفهوم العلاج المجاني من أي معنى"..

 

الإمضاء: محمد شروق، رئيس جمعية نحن والسرطان