الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
جالية

انتخابات جهوية مصيرية بإيطاليا.. ومطالب بمشاركة قوية لمغاربة إيطاليا..

انتخابات جهوية مصيرية بإيطاليا.. ومطالب بمشاركة قوية لمغاربة إيطاليا.. حسن شاكر (الثالث من اليسار) مع بعض أفراد الجالية المغربية بإيطاليا

اعتبرت أغلب المنابر الإعلامية الإيطالية الانتخابات الجهوية ليوم 26 يناير 2020، بجهة إيميليا رومانيا، أنها "أم المعارك الانتخابية"، وبدرجة أقل جهة كلابريا بالجنوب الإيطالي، على اعتبار أن جهة إيميليا رومانيا هي القلعة الحمراء لليسار الإيطالي... وبالتالي فالصراع السياسي والحزبي انتقل من المستوى الجهوي إلى المستوى الوطني. وتجسد ذلك في التحالفات السياسية والمواكبة الإعلامية الكبيرة والتراشق اليومي بين زعماء اليمين المتطرف، وعلى رأسهم سالفيني من جهة، وزعماء اليسار ووسط اليسار الإيطالي مدعومين بأحزاب البيئة من أخرى...

 

أهمية نتائج هذه الانتخابات الجهوية على المستوى الوطني، هي أن رئيس الحزب الديمقراطي زينغريتي أعلن أنه بعد الانتخابات سيعلن عن حل الحزب الديمقراطي، ويشكل حزبا آخـر من شأنه أن يقدم إجابات جديدة وبدماء جديدة، وينفتح على كل تيارات اليسار الإيطالي، حيث تقول الكواليس بضم بعض وجوه من "حركة السردين"، وهي حركة مدنية تزعمها أربعة شباب، رافضة لكل مبادئ اليمين المتطرف الـذي يتخذ من ملفات الهجرة والمهاجرين برنامجه الوحيد.

 

ويُعــول على حركة السردين في تغيير موازين القوة بين سالفيني وأحزاب اليسار، حيث نجحت حركة السردين فيما فشلت فيه أحزاب كبيرة، ومنها مثلا قدرتها على ملء الساحات العمومية، آخـرها هو يوم الأحد الماضي بمدينة بولونيا، حيث حضر 40 ألف مواطن لمهرجان خطابي لحركة السردين.. فيما أعلنت جورجيا ميلومني عن حزب "الإخوة الإيطاليين" اليميني المتطرف، أن نتائج انتخابات إيميليا رومانيا من شأنها أن تطيح بالحكومة ويعلن عن انتخابات جديدة...

 

وبعيدا عن كل التقارير الإعلامية واستقراءات الرأي بالنسية لنتائج انتخابات يوم 26 يناير 2020، فإنه من المستبعد جدا فوز حزب سالفيني، لكنه من المنتظر أن يربح مساحة جديدة في البرلمان الجهوي وبالتالي الضغط على اليسار في انتظار تمرين انتخابي جديد...

 

ولأن البرنامج الحزبي والانتخابي لليمين المتطرف وزعيمه سالفيني، هو ملفات الهجرة واللجوء وربطها بمعدلات الجريمة والمخدرات والدعارة ونزلاء السجون وارتفاع البطالة وسُوء القطاع الصحي وغيرها؛ فإنه كان من الطبيعي أن تعمل فعاليات مدنية وجمعـوية على تحسيس "المجنسين" المغاربة بإيطاليا بأهمية المشاركة السياسية في جانبها الانتخابي، وبأهمية هـذه الانتخابات وتداعيات نتائجها على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وأيضا حماية الغير المجنسين من الجاليات بإيطاليا... وهو ما شكل بالفعل موضوع نقاشات قوية، سواء داخل اجتماعات الجالية مع بعض المرشحين من تحالفات اليسار طبعا، أو من خلال توزيع متطوعين من مغاربة إيطاليا لـمنشورات بكل محلات الجزارة والمساجد والبازارات وأيضا بالأسواق...

 

وفي انتظار يوم 26 يناير، ندعو كل المجنسين المغاربة بإيطاليا إلى المساهمة الفعالة والمشاركة المكثفة في الانتخابات الجهوية والوقوف أمام زحف اليمين المتطرف، لأن المستقبل لن يكون زاهرا إلا بالاستثمار في المجال السياسي والحزبي والنقابي والدفع بالشباب من مغاربة العالم إلى العمل بكثافة -أكثر مما هو عليه الأمر الآن- في المجال التطوعي والانخراط النقابي والحزبي، حتى نكون جاهزين في الانتخابات القادمة بكفاءات مغربية قادرة على تشكيل لوبي سياسي ونقابي حقيقي، وليس مناسباتي، للوقوف في وجه أفكار اليمين المتطرف، وليكون الرقم السري لكل المعادلات السياسية بإيطاليا... وهو ما نعتبره تطبيقا سليما لفكرة المشاركة السياسية لمغاربة العالم انطلاقا من بلدان الإقامة.