الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد شروق : الاستثمار في الحجر..وماذا عن البشر؟

محمد شروق : الاستثمار في الحجر..وماذا عن البشر؟ محمد شروق
من حق جميع المغاربة أن يفتخروا بالمركز الرياضي "المعمورة" لكرة القدم الذي دشنه الملك محمد السادس، والذي أعيد بناؤه وتوسيعه وتجهيزه على أعلى مستوى، ليحمل بالمناسبة اسم مركز محمد السادس لكرة القدم، وينضاف إلى البنيات التحتية المهمة التي أصبحت تتوفر بلادنا في مجال عليها كرة القدم الوطنية.
وبشهادة الجميع، فان هذا المركز يعد واحدا من أفضل مراكز التدريب في العالم، ومعلمة وطنية بمواصفات دولية، تستجيب لمعايير الإعداد على أعلى مستوى، كما أضاف له موقعه الجغرافي المتميز وسط غابة المعمورة، شروط ومقاييس تستجيب لمبدأ احترام البيئة، وهي مميزات تجعل من هذه المنشأة العملاقة، وحدة جد متطورة مفتوحة على المستقبل بكل تحدياته.
إلا أن التوفر على مثل المنشآت العملاقة، لابد وأن تظهر له نتائج على مستوى تأهيل العنصر البشري، والذي يبقى في الأخير هو الهدف الأول والأخير من وراء مثل هذا الاستثمار الضخم، والنتائج التي نتحدث عنها، تختزل في النهاية في المنتخبات الوطنية بمختلف الفئات العمرية ومن الجنسين، وضرورة تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الدولي، وبدون بروز مثل هذه المكاسب الآنية والمستقبلية، فإن ما يؤسس يبقى بلا فائدة
والأكيد أن أسس تحقيق النتائج المنتظر بلوغها في النهاية، تبدأ من وضع شروط صارمة في مسألة اختيار الأطر التي ستشرف على إخراج المشاريع إلى حيز الوجود، وتطبيق البرامج على أرض الواقع، عبر تواجد فرق عمل بمختلف التخصصات ، تتوفر فيها شروط الكفاءة والدراية والتكوين العلمي والأكاديمي، ومؤهلة للاطلاع بالمهام المطلوبة منها.
وحين نتحدث عن العنصر البشري المؤهل لتطبيق المشاريع والأفكار والمخططات، فإن الهدف الأسمى يحيلنا بالضرورة إلى معرفة هذا التصور التقني الذي ستخضع له كرة القدم الوطنية خلال السنوات القادمة، تصور أصبح يتوفر على الآليات والمنشئات المتطورة، والموارد المالية الأساسية، والمرحلة الآن تقف عند معرفة كيفية اشتغال الأطر التقنية والإدارية العاملة بمختلف التخصصات، والتي ستطبق هذه المشاريع بالمراكز الجهوية عبر مختلف الجهات، وإشراك مراكز التكوين بالأندية داخل منظومة تقنية موحدة.
والأهمية هنا تفرض أيضا معرفة هذه الهوية التقنية أو الخصوصية التي تبحث عنها كرة القدم الوطنية من خلال سنوات طويلة من الممارسة، أو عبر محاكاة نماذج ومدارس عالمية عريقة، منها ما هو لاتيني أو أنجلوساكسوني أو المزج بينهما، والتي لابد وأن تتطابق في النهاية مع خصوصيات اللاعب المغربي بنية جسدية وهوية وثقافة كروية..
لقد تكلم رئيس الجامعة أكثر عن هوية كرة القدم المغربية،فهل تم وضع برنامج شامل بنا تعني الكلمة من معنى لتحقيق هذا المبتغى؟