الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الموجه: هذه اختلالات عدالة الملاعب

محمد الموجه: هذه اختلالات عدالة الملاعب محمد الموجه
أعتقد بأن مشكل التحكيم المغربي يكمن في التأطير والتسيير، فلا يعقل أن يكون لأي شخص خمس سنوات من التسيير من دون أن تكون لديه رؤية واستراتيجية واضحة لإعداد الخلف وقاعدة موسعة للتعيينات، لأن الملاحظ حاليًا هو وجود أسماء بعينها تقود أغلب المباريات القوية، الشيء الذي يجعل الحكام يعانون ضغوطات كبيرة، وبالتالي يؤثر سلبا على عطائهم، الذي يصبح بين الصعود والنزول.
والعائق الكبير يكمن في غياب تصور بعيد المدى والدليل مديرية التحكيم اضطرت في الموسم الكروي الماضي إلى توجيه طلب إلى الاتحاد العربي من أجل إعفاء رضوان جيد من المشاركة في التدريب في جدة السعودية، من أجل خوض الديربي. فهل تصبح مباراة متوقفة على حكم، بدل أن تكون قاعدة موسعة تضم أربعة حكام على الأقل قبل الحسم في أحدهم، ما يؤكد أن هناك إفلاسا في المنظومة التحكيمية.
كما يكمن الخلل في التكوين بالدرجة الأولى وغياب استراتيجية واضحة، كما أن أغلب أعضاء مديرية التحكيم لا يجيدون قراءة النصوص القانونية، إضافة إلى عدم الاستفادة من الدورات التدريبية المنظمة من قبل المديرية، وذلك بسبب الطريقة المعتمدة غير المجدية، ففي 10 أيام يخضع حكام النخبة لتداريب بدنية صباحا وتطبيقية مساء، الشيء الذي يجعل هؤلاء لا يستفيدون من الراحة، إلى حد أن أغلب الحكام ينامون أثناء الدرس، بسبب الإرهاق.
وبالتالي لا تكون الاستفادة كبيرة خلال 10 أيام، تصرف فيها أموال كثيرة.
أما الأمر الخطير فهو أن أعضاء المديرية ضعفاء من ناحية التكوين القانوني، إذ هناك من يعتمد على الدرس نفسه لمدة خمسة سنوات. وأتحدى أيا منهم أن يتحدث بشكل فوري عن قانون التحكيم بسلاسة ووضوح.
وبخصوص ربط المحتجين الأخطاء بسوء نية من خلال اتهام رئيس الجامعة أو العصبة الاحترافية، أوضح أن الأمر راجع في نظري إلى سوء التدبير ونتيجة للتعيينات غير الصائبة، الشيء الذي ينتج عنه اتهام مسؤولي الجامعة.
ولا بد من التذكير بأن فوزي لقجع يعد من رؤساء الجامعة القلائل، الذين خدموا التحكيم من الناحية المادية، كما وفر جميع الظروف للاشتغال بشكل جيد، دون أن نحصل على العطاء المراد تحقيقه من ناحية الكم والكيف.
 

محمد الموجه، الحكم المتقاعد والخبير في التحكيم