الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

بوعشرين "يحطم الرقم القياسي" في عدد ساعات الإضراب المفتوح عن الطعام..

بوعشرين  "يحطم الرقم القياسي" في عدد ساعات الإضراب المفتوح عن الطعام.. توفيق بوعشرين
رحم الله زمان المناضلين الحقيقيين الذين كانوا يخوضون الإضرابات عن الطعام في زمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لأسابيع، يكتفون بالماء والسكر.. فقد أتى زمان على الناس يخوض فيه بعض من يقدمون انفسهم "معتقلي الرأي والتعبير" إضرابا عن الطعام لساعات قليلة، أي ما يعادل جوع عامل بناء أو عامل النظافة تحت أشعة الشمس الحارقة.. 
سبب نزول هذا الاستهلال، هو ما علمت به جريدة "أنفاس بريس" من خوض المتهم توفيق بوعشرين مدير نشر "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24"، إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجا منه على ما اعتبره :"رداءة التغذية ومهانة التفتيش"، حيث أفادت زوجته، بأنه قرّر الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من يوم الاثنين 2 دجنبر 2019.
وبالفعل دخل المتهم المدان بـ 15 سنة سجنا بتهم تتعلق بالاتجار بالبشر، في إضراب عن الطعام، بسجن عين البرجة، والأصل أنه لم يتناول وجبتي الفطور والغذاء، ليعلن بعد أقل من 8 ساعات انهزامه بالضربة القاضية أمام صوت معدته، معلنا فك جوعه أو ما اعتبره إضرابه المفتوح عن الطعام..
وكانت زوجة المتهم بوعشرين قد نقلت عنه مزاعم "إخضاعه لنظام قاس، ومنع تواصله مع بقية السجناء، فضلا عن تدخل جهات وصفها بالأجنبية عن إدارة السجن!". 
مضيفا أنه "محروم من أية خصوصية، «سواء أثناء الزيارة العائلية أو أثناء الحديث في الهاتف»، مضيفا أنه يعاني نظاما غذائيا هزيلا ورديئا يفاقم أمراضه المستعصية على العلاج. كما اشتكى توفيق بوعشرين بشكل خاص سوء معاملة أحد موظفي السجن، وتعمده تفتيشه بطريقة قال إنها استفزازية وحاطة من الكرامة الإنسانية"، على حد تعبيره.
وكانت النيابة العامة بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء قد دحضت نفس هذه المزاعم وأخرى، من خلال الزيارة الميدانية التي قام بها الأستاذان المسعودي والوردي، بسجن عين البرجة قبيل إدانة بوعشرين استئنافيا في أكتوبر 2019، حيث تم الوقوف على توفره لزنزانتين، واحدة للنوم وأخرى لتخزين مؤونته الغذائية، يتخذها فضاء للطبخ بأوانيه ومستلزماته، مع التأكيد أن باب زنزانته يظل مفتوحا 24 ساعة، وتوفره على مسخن للأطعمة، وجهاز قهوة.
وعند الإستماع لمدير السجن المحلي عين البرجة، فقد أكد في تصريحات مكتوبة أنه بمجرد وضع المتهم في السجن، تم مده بنسخة من الكتاب المتضمن للحقوق والالتزامات للنزلاء، والكشف عنه طبيا بانتظام، وكانت أجوبة المدير على الشكل التالي:
- بالنسبة لمطلب الاختلاط مع باقي النزلاء فقد تمت الاستجابة له، وعند نقله نحو الزنازن الجماعية المشتركة، رفض ذلك وتراجع بالقول أنه يريد فقط نزيلين أو ثلاثة يكونوا رفقته في الزنزانة.. 
- بالنسبة لاقتناء حاجياته الخاصة فالمقتصدية مفتوحة في وجهه طيلة أيام الأسبوع على خلاف باقي النزلاء الذين لهم الحق في التسوق مرة واحدة في الأسبوع.. وكشف مدير السجن أنه بالرجوع لسجل معاملاته المالية فقد بلغت 32 الف و345 درهما، كمصاريف شخصية بين مارس 2018 ويونيو 2019. 
- بالنسبة لادعاءات التفتيش فإدارة السجن تتعامل معه بحذر بعد أن غرر بموظف سجن تسبب له في عقوبة حبسية، كان قد وعده بحل وضعيته الاجتماعية شرط مده بهاتف نقال.. مما استلزم معه التفتيش بين الحين والآخر وفق الضوابط القانونية.
- بالنسبة للزيارات العائلية فهي منتظمة، وفي الوقت الذي لا تتعدى فيه الزيارة 30 دقيقة فهي بعد رسالة استعطاف من المتهم للمندوب العام، ارتفعت ل ٤٥ دقيقة، وفي الوقت الذي لا يتجاوز عدد الزائرين 3 أشخاص لكل نزيل، فإن ذلك يفوق العدد القانوني في حالة المتهم بوعشرين، وفاقت عدد الزيارات العائلية له 70 زيارة منتظمة، مع حفظ حقه في التخابر مع أعضاء هيئة دفاعه.
- بالنسبة لتواصله مع العالم الخارجي، فهو يراسل أسرته باستمرار، والمنع يطال المراسلات التي تكون مخالفة للقانون، ويستفيد من حقه في الاتصال الهاتفي لمدة 10 دقائق عوض ٥ دقائق القانونية.
- بالنسبة لادعاء مرضه، أكدت طبيبة السجن أن حالته مستقرة بل وأحسن من معدل السكري في الدم مقارنة مع قبل السجن، والتعب الذي يحس به على مستوى رقبته راجع لسنوات عمله المكتبي قبل الاعتقال، بدليل انتظام في ممارسة كرة السلة. ومع ذلك فالحق في الصحة مكفول له، من حيث الفحوصات الطبية وإجراء التحاليل.