الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الرحيم سويطط: سوء الفهم الكبير

عبد الرحيم سويطط: سوء الفهم الكبير عبد الرحيم سويطط

وأنا أتابع كتابات بعض الزملاء حول ظاهرة الاحتجاج عبر أغاني "الراب" أو في "الملاعب"، تقفز إلى ذهني بعض الأسئلة المؤطرة لعملية الفهم وسوء الفهم:

 

ـ كيف يستقيم الهجوم على ذلك الاحتجاج من زاوية حماية المؤسسات الدستورية؟

ـ كيف توضع صور الاحتجاج تلك في سياقات خارج ظروف ظهورها؟

 

أعتقد أن الفهم والاستيعاب العالم للحراك الفني والرياضي يتطلب امتلاك أدوات التحليل العلمية خارج المرجعيات السياسية الضيقة، التي تقلل من وقع الفعل الاحتجاجي وتضعه في سياق التخوين أو التبخيس أو سوء الفهم.

 

إن واجب الفاعل السياسي من زاوية المحلل تفرض أن يقرأ الأحداث ليعيد تقييم دوره المؤسساتي ويقدم إجابات مجتمعية ويحين مشاريعه وأوراقه في مجالات الثقافة والفن والرياضة والشغل والمدرسة.

 

إننا أمام جيل جديد مختلف في الأولويات والطموحات والرهانات والوعي و... عن الأجيال السابقة. جيل انفعالي واندفاعي يتفاعل مع محيطه القريب والبعيد بشكل متسرع في كثير من الأحيان. جيل فقد الثقة في المؤسسات الدستورية وتجاوز مؤسسات التنشئة. جيل ينظر إلى المستقبل بسوداوية وغياب أفق.

 

إن الحفاظ على الاستقرار "أخي السياسي المحلل" يقتضي الإنصات لنبض الحركات "غير المؤطرة"، ومدها بجرعات "تجريبية" للاستمرار والتحول إلى شحنات تجديد النخب السياسية وتطوير الفاعلية الحزبية -ولو من منظور براجماتي-.

 

يحتفظ التاريخ النقدي والفكري والسياسي الحديث والمعاصر في المغرب بأسماء ساسة ومفكرين تخلوا عن حساسيتهم الحزبية، وتفاعلوا إيجابا مع أحداث غيرت سيرورة الأدوار السياسية وغيرت رؤية الأحزاب لعلاقتها مع المواطن ومع الشعب.

 

أعتقد في النهاية أن قراءة الواقع بشكل موضوعي، لا تتحقق برمي طرف بالورود ورمي طرف بالحجر.