الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

لكحل : قرار تركيا ترحيل" الدواعش" المغاربة سيشكل خطرا حقيقيا على أمن البلاد

لكحل : قرار تركيا ترحيل" الدواعش" المغاربة سيشكل خطرا حقيقيا على أمن البلاد سعيد لكحل
قال سعيد لكحل، باحث في قضايا الإسلام السياسي والإرهاب في تصريح لجريدة "أنفاس بريس " يهم قرار تركيا ترحيل إلى الدواعش وزوجاتهم وأطفالهم إلى بلدانهم الأصلية، وضمنهم دواعش مغاربة، إن تركيا اتخذت قرار ترحيل جميع الدواعش المقيمين على ترابها، إلى بلدانهم الأصلية، مضيفا بأن هناك دول اتخذت قرار سحب الجنسية من الدواعش مثل الدول الأوروبية، وأخرى رفضت استقبالهم، بينما اتخذت دول أخرى قرار استقبال الأطفال الذين رافقوا الدواعش وهم صغار، أو ولدوا في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن خطورة عودة الأطفال الذين بلغوا 12 إلى 14 سنة، ونشئوا وسط تنظيمات متطرفة وتشبعوا بالفكر التكفيري، وبعقيدة التكفير والقتل. أما بخصوص خطورة الدواعش الذين انخرطوا في التنظيمات المتطرفة بسوريا والعراق، فتكمن - حسب لكحل - في كونهم تبرمجوا على تلك عقائد هذه التنظيمات، التي يصعب التخلص منها، كما يصعب إدماجهم في المجتمع.
وذكر لكحل بتداعيات عودة المقاتلين المغاربة الذين انخرطوا في القتال بأفغانستان، والذين شكلوا أولى الخلايا الإرهابية بعد عودتهم من أفغانستان عام 2002، وهم الذين خططوا للعمليات الإرهابية ل 16 ماي 2003، مضيفا بأن المقاتلين المغاربة بأفغانستان حملوا معهم تجارب وخبرات في صنع المتفجرات، والعبوات الناسفة، حيث بدؤوا بآخر ما وصل إليه الإرهاب وهو التفجير الانتحاري.
وقال محاورنا إن المغرب للأسف يراهن على إدماج هؤلاء بنوع من التسامح على أساس أن يراجعوا في ما بعد أفكارهم ومواقفهم ومعتقداتهم، ولكن هذا الرهان، نسبة فشله كبيرة جدا بسبب قضاء المتطرفين لسنوات في صفوف التنظيمات المتطرفة، وتشبعهم بعقائدهم التكفيرية، بل مارسوا أبشع أشكال التقتيل والاغتصاب وتدمير وتخريب المنشآت والمؤسسات، هؤلاء يصعب – يضيف لكحل – حتى من الناحية النفسية أن يعودوا إلى طبيعتهم الأصلية كمغاربة يتسامحون ويتعايشون مع الجميع، وبالتالي فالرهان على إدماجهم في المجتمع سيكون خاسر.
وفي سؤال لجريدة " أنفاس بريس " عن مدى وجود تنسيق كافي مع السلطات التركية، أشار لكحل أن تركيا سترسل الدواعش عبر طائراتها إلى بلدانهم الأصلية، سواء قبلت تلك البلدان أم لا، بغض النظر عن خطورتهم، وبغض النظر عن موقف الدول الأصلية، مضيفا بأن عودتهم ستكون مكلفة للمغرب من الناحية الأمنية، حيث تفرض عودتهم مراقبة صارمة لتحركات هذه العناصر، مؤكدا أن عقائد التكفير و " الجهاد" ستظل مترسبة فيهم رغم ما قد تقدم عليه الدولة من محاولات إدماجهم في المجتمع، فالأمر سيتطلب مدة زمنية طويلة، ومرافقة علماء النفس وعلماء الاجتماع، ناهيك عن خطورتهم من الناحية الأمنية.
ومن جانب آخر، فالدولة أعلنت أنها ستستقبل الأطفال والنساء فقط، لكن من المؤكد أن تركيا سترسل المقاتلين، مشيرا إلى أن بريطانيا وفرنسا وبلجيكا أعربت عن تفضيلها موت هؤلاء في سوريا والعراق، ولهذا السبب كانت فرنسا تحث تركيا والولايات المتحدة الأمريكية على قصف تجمعاتهم ليموتوا هناك، بدل عودتهم إلى دولهم.
واقترح لكحل، في حالة عودتهم الحيلولة دون عيشهم بشكل متقارب، لكي لا يكون هناك أي اتصال في ما بينهم، كي تسهل عمليات مراقبتهم، متوقعا إقدامهم على تشكيل تجمعات في ما بينهم بعد عودتهم، وربما قد يشكلون خلايا،كما سيشكلون – يضيف لكحل – تنسيقيات للضغط على الدولة من اجل ضمان حقوق وحريات أكثر والتي قد تشكل خطورة على أمن واستقرار البلاد، علما أن الدولة فشلت لحد الآن في حل مشكل المعتقلين السلفيين القابعين في السجون، وبالتالي فعودة المقاتلين المغاربة من سوريا والعراق سيؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في المغرب، علما أن عدد المقاتلين المغاربة في صفوف داعش يقدر حسب الدولة 1600، وحتى ولو افترضنا أن 800 منهم قتلوا، فإن عودة 1000مقاتل ناهيك عن زوجاتهم وأطفالهم ستشكل خطر حقيقي على أمن البلاد.