الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

فينيسيا تغرق في أسوأ فيضانات منذ 50 عاماً

فينيسيا تغرق في أسوأ فيضانات منذ 50 عاماً فينيسيا تغرق غضبا بعد فيضانات سببت خرابا في المدينة التاريخية
عبر سكان المدينة العائمة فينيسيا عن صدمتهم وغضبهم بعد رؤيتهم للخراب في مدينتهم بعدما فاضت فيها المياه إلى مستويات لم تشهدها منذ 50 عاماً لتجرف مراكب الجندول الشهيرة وتجتاح الفنادق وتدفع السياح إلى الهرب أمام المياه التي ترتفع بسرعة.
 
وحسب تقرير من وكالة الصحافة الفرنسية فقد صب أصحاب المحلات غضبهم على الذين فشلوا في حماية المدينة المدرجة على لائحة لوائح اليونيسكو من ارتفاع مستوى المياه، وقالوا إن تأخر تنفيذ نظام سد الحماية الذي كان من شأنه منع الكارثة، سببه الفساد.
 
 

وقال رئيس بلدية البندقية لويجي برونغارو في مقابلة مع إذاعة راي العامة إن «المدينة في حالة يأس» بحسب صحيفة الشرق الاوسط.

وأضاف: «هناك دمار واسع»، متحدثا من ساحة سان ماركو الشهيرة التي تعرضت لأسوأ الأضرار من جراء الفيضانات.

وكان سياح يجرون حقائبهم الثقيلة منتعلين أحذية مطاطية عالية أو حتى حفاة في الأزقة الغارقة، فيما كان سائقو مراكب الأجرة والجندول منهمكين في إخراج المياه القذرة من قواربهم المتضررة. ووصل ارتفاع المياه إلى مستوى استثنائي يبلغ 1.87 متر. وفقط مرة واحدة منذ بدء تسجيل المستويات في 1923 تخطت المياه ذلك المستوى لتصل إلى 1.94 متر في 1966.

وقال تيتسيانو كولارين (59 عاما) أحد سكان المدينة وهو يتفقد الأضرار: «كان شيئا لا يصدق، ارتفعت المياه بسرعة كبيرة». وأضاف: «دُمرت النوافذ وبعض الأشخاص فقدوا كل شيء». وفيما كان يتحدث دوى جرس الإنذار من الفيضانات لتحذير أهالي المدينة من أن ارتفاع مستوى المياه الذي انحسر بعض الشيء ليلا، يرتفع مجددا.

وقال جهاز الإطفاء إنه نفذ أكثر من 250 عملية فضلا عن تخصيص قوارب إضافية لتعمل كمراكب إسعاف.

وتم نشر قرابة 150 رجل إطفاء لإنقاذ العالقين على الأرصفة المائية ولإعادة القوارب التي تقطعت مراسيها.

ولقي شخص عمره 78 عاما حتفه بصدمة كهربائية بعد أن اجتاحت المياه منزله، وفق وسائل إعلام إيطالية. وقال حاكم منطقة فينيتو لوكا زايا إن 80 في المائة من المدينة غرقت تحت المياه ما تسبب بـ«أضرار لا يمكن تصورها».

وقالت السائحة الألمانية غابي بروكنر (58 عاما) إن الأحداث الليلية كانت «مروعة». واتفقت مع ما قاله رئيس البلدية في تحميل التبعات للتغير المناخي، وقالت إنها تخشى كآخرين من أن الظاهرة «ستصبح أسوأ وفي مرحلة ما تغرق البندقية».

ولا يزال مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى حماية المدينة قيد التنفيذ منذ 2003، لكن تعرقله الكلفة المرتفعة وفضائح فساد وتأخر المهل.

ويتضمن المشروع بناء 78 بوابة يمكن رفعها لحماية بحيرة البندقية عند ارتفاع المياه، لكن محاولة أجريت مؤخرا لاختبار أجزاء من الحاجز أحدثت ارتجاجات أثارت قلقا فيما اكتشف المهندسون أن الصدأ لحق بأجزاء منه.

وقال دينو بيرتزولا (62 عاما) أحد سكان المدينة: «لم يفعلوا شيئا، وقد أهملوه. إنه معطل، وسرقوا ستة مليارات يورو. يجب أن يودع جميع السياسيين السجن».

وكانت ساحة سان ماركو الواقعة في أحد الأجزاء الأكثر انخفاضا في المدينة، من الأماكن الأشد تضررا وقد غرق مدخلها.

 

وقالت مارينا فيكتور وهي تستخدم مع زوجها الدلاء لإخراج المياه من متجرهما حيث يبيعان الأقنعة التي يشتهر بها مهرجان البندقية: «كان مشهدا مخيفا تقشعر له الأبدان». وأضافت: «العاصفة كانت قوية إلى درجة كسرت معها الحاجز الرخامي الواقي من الفيضانات. لم يبق شيء». وتبعثرت الطاولات والكراسي أمام الفنادق الفخمة؛ حيث اضطر الناس من كل الأعمار والذين كانوا يحاولون الاحتماء من العاصفة، لتسلق النوافذ للخروج بعد أن غرقت الممرات.

وقالت كريستينا المقيمة في المدينة وهي تحبس دموعها: «لم أر شيئا كهذا في حياتي. كانت الرياح مخيفة، كان إعصارا. كانت مروعة».