السبت 27 إبريل 2024
اقتصاد

بنسليمان... صراع طاحن بين التنظيمات المهنية الفلاحية ونقابة الموظفين

بنسليمان... صراع طاحن بين التنظيمات المهنية الفلاحية ونقابة الموظفين الوقفة الإحتجاجية التي أشعلت فتيل الصراعات

للتنظيمات المهنية والنقابية أهداف نبيلة، الغاية منها الدفاع عن الحقوق المهضومة والمطالب العادلة، لكن بمدينة بنسليمان تحولت لأسلحة، منها الخفيفة والثقيلة، في مواجهة مباشرة بين التنظيمات المهنية الفلاحية والاتحاد المغربي للشغل الذي ينخرط به العديد من موظفي المديرية الإقليمية للفلاحة بنسليمان، ومن ضمنهم بعض المسؤولين عن القسم الخاص بمنح الإعانات الفلاحية.

 

وهذا هو بيت قصيد التطاحنات القائمة حاليا بين التنظيمين. فشرارة الصراع انطلقت منذ الوقفة الاحتجاجية التي أشرف عليها فلاحو إقليم بنسليمان والمقاولات الفلاحية بنفس الإقليم، حيث كان محور هذه الوقفة هو أحد المهندسين المشرفين على قسم الدعم الفلاحي (ف.م)، بحيث أن الوقفة الاحتجاجية المذكورة رفعت لافتة أدانت تعنته، مشيرة له بالاسم والصفة، وتم ترديد مجموعة من الشعارات المطالبة برحيله. ومباشرة بعد ذلك أصدرت نقابة الاتحاد المغربي للشغل بلاغا تضامنيا مع المهندس المذكور، وكان بلغة حادة، إذ تمت تسمية التنظيم الفلاحي بـ "لوبي الفساد"؛ مضيفة أن الوقفة الاحتجاجية التي تمت هي مفبركة (تتوفر "أنفاس بريس" على نسخة من البلاغ).

 

في ظل هذه التطورات، ترددت لغة الفساد بين الطرفين، وبهذه الاتهامات المتبادلة يتساءل الرأي العام بإقليم بنسليمان: هل فعلا أصبحت التنظيمات الفلاحية والنقابية تحمي بعض المفسدين، وبعض المتجاوزين للمساطر القانونية؟ وما هو الجدوى من هذه التنظيمات التي زاغت عن أهدافها النبيلة لتتحول لساحة لحرب "إبادة" بين أشخاص معينين؟.

 

يذكر أن ملف الدعم الفلاحي أشعل فتيل صراعات كبيرة بين صغار الفلاحين ومسؤولي المديرية الإقليمية للفلاحة، فبعض مسؤولي المديرية يرون أن بعض الأسماء تتحايل على القوانين وتستفيد من دعم مالي هام يذهب لجيوبهم بدلا من استثماره على أرض الواقع؛ بينما التنظيمات المهنية الفلاحية بالإقليم تؤكد أن هناك لوبي فاسد من الموظفين بنفس المديرية اغتنوا بطرق غير مشروعة بسبب تحملهم مهمة اللجن المشرفة على منح الدعم للفلاحين.

 

وأمام هذه الاتهامات الخطيرة بين الطرفين تبقى المصالح المركزية لوزارة الفلاحة مطالبة بإيفاد لجن لتقصي كل الحقائق واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المخلين بالقوانين والمتجاوزين للمساطر الجاري بها العمل، وذاك خدمة للمصلحة العامة وخدمة لشريحة عريضة من الفلاحين أصبحوا ضحية هذه التطاحنات، وهو تأكيد للمثل المغربي الشائع "إلى تناطحوا الثيران كان الله في عون البرواك".