الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

وحيد مبارك: المصالحة واجب اتجاه الاتحاديين والأسرة الاتحادية

وحيد مبارك: المصالحة واجب اتجاه الاتحاديين والأسرة الاتحادية وحيد مبارك
أكد وحيد مبارك، عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، على أن الهدف من المصالحة التي دعا إليها حزب الاتحاد الاشتراكي، هو مصالحة المواطن مع السياسة ومع الفعل السياسي، نظرا لارتفاع نسبة العزوف والتي توثقها الأرقام الانتخابية،
وشدد عضو الكتابة الجهوية لجهة الدار البيضاء سطات ، على أن المصالحة هي واجب اتجاه الاتحاديين والأسرة الاتحادية، وهي ليست فقط تصالح داخلي مع مكونات الحزب، بل يجب أن تتجه في إطار التصالح مع المواطن وإعادة الثقة في الفعل السياسي ...

 يدخل حزب الاتحاد الاشتراكي مرحلة جديدة في تاريخه السياسي عنوانها المصالحة، لماذا المصالحة في هذا الوقت؟
 
نحن  ننظر للمصالحة  داخل حزب الاتحاد الاشتراكي، في بعدها الشمولي على اعتبار أن المصالحة لا تقتصر على الاتحاديين فيما بينهم، أي الإخوان والأخوات الذين جمدوا نشاطهم نتيجة لموقف معين، أو انهم ابتعدوا عن الحزب أو انصرفوا للاشتغال في صفوف حزب أخر، بقدر ما نرى الهدف من هذه المصالحة هو مصالحة المواطن مع السياسة ومع الفعل السياسي، نظرا لارتفاع نسبة العزوف والتي توثقها الأرقام الانتخابية، هذه الظاهرة المؤلمة تعود بالأساس لتبخيس العمل السياسي، وسيادة جو من التيئيس من الممارسة السياسية. فاعتقد أن إطلاق المصالحة في هذا الوقت هو التركيز على هذا البعد بشكل كبير
 
 نفهم من كلامك أن الهدف من هذه المبادرة هو المصالحة مع المواطن أكثر ما هي مصالحة موجهة لمناضلي الحزب ورموزه؟
 
 أكيد، لأنه قد يكون لبعضنا زاوية رأي تقتصر فقط على النظر للمصالحة من زاوية التصالح الداخلي بين مكونات الحزب، لكن شخصيا ومعي مجموعة من الإخوان ومسؤولين نرى أن المصالحة يجب أن تتجه في هذا النسق وفي هذا الإطار أي التصالح بالأساس مع المواطن وإعادة الثقة في الممارسة الحزبية.
 
 يرى البعض أن مبادرة المصالحة هي صرخة أخيرة أطلقتها القيادة السياسية الحالية من أجل تبييض وجهها والتغطية على النكسات الكثيرة التي عرفها الحزب مؤخرا؟
 
لا اعتقد ذلك، لسبب بسيط أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو حزب المبادرات، وفي كل مرحلة من تاريخه السياسي ،كان يطلق مبادرة من المبادرات يهدف من ورائها الرفع من مستوى الفعل السياسي، وإعادة الاعتبار للفاعل السياسي.  ونبل السياسة يتجسد في إعطائها قيمتها الحقيقية، بعيدا عن الصورة النمطية التي يتم ترويجها هنا أو هناك. المصالحة التي أطلقها الاتحاد الإشتراكي اليوم تتزامن مع ذكرى الوفاء، وهو يوم سنوي يخلده الحزب من أجل الاحتفال وتخليد ذكرى رموز حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبالتالي هناك توافق وانسجام في التحضير لهذه الذكرى ، أي أن هناك تجانس بين ذكرى الوفاء ومبادرة المصالحة ،  وهي واجب اتجاه الاتحاديين والأسرة الاتحادية، لأنه لا يعقل أن مجموعة من أطر الاتحاد خارج الحزب بينما مكانها الطبيعي داخل هياكل الحزب.  هناك عدد كبير من المناضلين اعتزلوا الفعل السياسي ورفضوا الانخراط في اَي حزب وأثروا التواري إلى الخلف إلى حين حلول الوقت المناسب، ليشكل دافعا لهم للرجوع لصفوف الحزب ولمواقعهم الطبيعية داخله..
 
البعض يرى أنه كلما مر حزب الاتحاد الاشتراكي من أزمة تنظيمية وسياسية، استنجد بماضيه وتاريخه وأشهر ورقة الرموز التاريخية للحزب ، في حين أن شريحة واسعة من الشباب اليوم لا تعرف هذه الرموز ، فبالأحرى أن تستهويها هذه الأسطوانة التاريخية التي يتم ترديدها في كل مرة؟ هل تتفق مع هذا الطرح؟
 
التاريخ جزء لا يتجزء من الانسان والمجتمعات، ولا يمكننا كحزب أن نتنكر لتاريخنا السياسي بشكل عام،والحاضر والمستقبل يتأسس بناء على الرصيد التاريخي الذي يمتلكه أي مكون سياسي ، ولا يمكن لأين كان اليوم أن يتجاهل تاريخ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وما قدمه من تضحيات في سبيل الوطن وفي سبيل الديمقراطية. وصحيح كذلك أنه لا يمكننا أن نبني مشروعنا السياسي المجتمعي فقط على الماضي، وبالتالي اليوم يجب أن نخاطب الشباب بعقلية لا تقف عند عقلية الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونكتفي فقط  باجترار تاريخ الرموز، بقدر ما أنني يجب أن ننشغل بالاهتمامات وبالرؤية المستقبلية لدى شباب اليوم. وهذا عمل مطلوب من جميع الأحزاب السياسية التي يجب أن تعطي اهتمام لشباب وتستجيب لانتظاراته وتخاطبه بما يستوعبه في اللحظة الحالية.