السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

سناء العراقي: هدف جمعيتنا إنقاذ عشرات الأطفال من مخلفات الإعاقة والفشل الدراسي

سناء العراقي: هدف جمعيتنا إنقاذ عشرات الأطفال من مخلفات الإعاقة والفشل الدراسي سناء العراقي، أخصائية في الترويض الطبي للكلام والصوت والنطق

الجمعية المحمدية للطفولة والصحة واحدة من الجمعيات الوازنة بمدينة المحمدية، تتكون من مجموعة من الفعاليات، يزاول بعضهم مهنة الطب. ويتشكل مكتبها من العنصر النسوي، باستثناء سعيد بوريس الذي يشغل مهمة أمين المال للجمعية.

سناء العراقي، أخصائية في الترويض الطبي للكلام والصوت والنطق، لها دور أساسي في مسار هذه الجمعية، بالنظر لما تتميز به من علاقات مع مختلف المسؤولين بالمحمدية، والذين شكلوا سندا هاما لمختلف متطلبات الجمعية...

في الحوار التالي تتحدث الدكتورة سناء العراقي لـ "أنفاس بريس" عن مسار الجمعية، وكيفية اشتغالها وطموحاتها المستقبلية:

 

+ ما هي المهمة التي تشغلها الدكتورة سناء في الجمعية المحمدية للطفولة والصحة؟

- أشغل مهمة نائبة الرئيس، منذ مدة، والآن سأتحمل مهمة الرئاسة باقتراح من أعضاء الجمعية، وذاك بعد استقالة الرئيسة الحالية التي قدمت استقالتها لأسباب شخصية.

 

+ ما هي أهم المحطات التي مرت منها الجمعية؟

- يعود تاريخ تأسيس الجمعية المحمدية للطفولة والصحة لسنة 2002؛ وإذ أنوه بكل الأسماء الذين قدموا خدمات كبيرة لهذه الجمعية، وأخص بالذكر السيد بلمامون والسيد كرومي ومحمد الغرناطي، فضلا عن سيدة تعتبر داعمة لها وهي السيدة عزيزي.

الجمعية تشتغل بشراكة مع المديرية الإقليمية للتعليم، التي تشكل لها سندا كبيرا في مسارها العام. وهذا المسار الذي أخذته جمعيتنا عبر الإشراف على مجموعة من الأطفال يعانون من إعاقات مختلفة، حيث نشرف، بشراكة مع مديرية التعليم، على منحهم أقسام تعليمية خاصة بهم. فهناك قسم خاص بالأطفال الذين يعانون من إعاقة التوحد؛ وقسم ثان خاص بأطفال لهم إعاقة ذهنية؛ وثالث مخصص للتلاميذ الذين يعانون من الفشل الدراسي. وهذه المجموعة الأخيرة (الفشل الدراسي) يتم انتقاؤها بإشراف طبيبة نفسانية مختصة، وذلك قصد تصنيف مسببات هذا التخلف الدراسي والعمل على البحث عن السبل الكفيلة لتجاوزه، كي يصبح التلاميذ المعنيون يسايرون الدراسة بشكل عادي على مستوى الكتابة والقراءة والمحادثة. ولا أنسى التذكير بأن جمعيتنا أشرفت على مجموعة من الأطفال يعانون من إعاقة الصم والبكم، ونجحت الجمعية في تتبع كل مراحل دراستهم إلى أن وصلوا إلى مرحلة جد مشرفة ليشقوا مسار حياتهم اعتمادا على طاقاتهم الشخصية.

 

+ حدثينا عن الاجتهادات التي تقدمها جمعيتكم خلال الإشراف على هؤلاء الأطفال؟

- الأقسام التعليمية المخصصة لهؤلاء الأطفال تتواجد بمدارس عمومية، وبشكل أدق بمدرسة الفرزدق ومدرسة بنحبوس بالمحمدية؛ وهناك إشراف مباشر من أستاذات لهن خبرة متميزة في الإشراف التربوي والتعليمي لهؤلاء الأطفال ذوي خصوصيات خاصية بسبب إعاقتهم أو تخلفهم الدراسي؛ وهناك وسيلة نقل خاصة بهم. وإننا بصدد بذل مجهود من أجل توفير سيارة نقل أخرى.

 

+ كيف تتغلبون على المتطلبات المادية عبر مسار هذه الجمعية؟

- إن أهم دعم مادي يتم عن طريق مؤسسة التعاون الوطني التي تتكلف بكل الأطفال المتوفرين على بطاقة رميد، وهناك مساهمة مادية من الآباء الميسورين، مع الإشارة لغلاف مالي سبق للتنمية البشرية أن منحته للجمعية، حدد في مبلغ مالي مهم، وذلك منذ سنة 2008، والنسبة الكبيرة من هذا المبلغ خصصت للتجهيزات المتطورة التي تتطلبها الإعاقة ومتطلبات عامة مندرجة في التسيير العام للجمعية. مع العلم أن عمالة المحمدية دعمت جمعيتنا من خلال وضع مركز التأهيل الاجتماعي تحت تصرف الجمعية؛ وهذه بادرة خدمت مجموعة من المتطلبات، خاصة على مستوى الترويض الذي يبقى أمرا ضروريا لمجموعة من الحالات التي تشرف عليها جمعيتنا.

 

+ ألا تفكرون في إنجاز مركز متطور يبقى مؤهلا لضم كل هؤلاء الأطفال بشكل عصري ومنظم؟

- هذا الأمر يبقى هدفنا الأساسي في الوقت الحالي، حيث أن المسؤولين على مشاريع التنمية البشرية أعربوا عن دعمهم ماديا من أجل إحداث مركز متطور؛ لكن الإشكال المطروح لدينا يتجلى في الحصول على مساحة أرضية مؤهلة لاحتضان هذا المركز.

 

+ كيف ترين العناية بهذه الحالات المرتبطة بإعاقات مختلفة للأطفال؟

- إننا نشرف حاليا على حوالي 45 طفلا، وفق الحالات الإجمالية التي أشرت إليها. وإنني أؤكد ان الإشراف الناجح والمثالي يقتضي إحداث مركز خاص بهؤلاء الأطفال، وذلك كي يسهل تنفيذ البرنامج اليومي، ما بين الدراسة والتطبيب والترويض والاستراحة.

 

+ هل العمل الجمعوي ببلادنا مازال يرجى منه الخير؟

- لن أتحدث عن من يستغلون العمل الجمعوي لمصالحهم الخاصة، وهذه ظاهرة أصبحت متفشية بشكل مثير مع كامل الأسف، ولكنني سأتحدث عن توفر بلادنا على ذوي النيات الحسنة، والذين يضحون بوقتهم ومالهم من أجل تقديم خدمات إنسانية بطريقة أو بأخرى. وأدعو  الله أن يجعل كفة ذوي النيات الحسنة هي صاحبة الغلبة والتفوق.