الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

بعد اختفائها..الثريا الكبرى لمسجد القرويين بفاس تظهر أخيرا بمتحف اللوفر بفرنسا !!

بعد اختفائها..الثريا الكبرى لمسجد القرويين بفاس تظهر أخيرا بمتحف اللوفر بفرنسا !! الثريا الكبرى تم نقلها إلى باريس خلال يناير 2015
بعد خمس سنوات من اختفائها من جامع ومسجد القرويين بفاس، ظهرت أخيرا "الثريا الكبرى"، وهي تضيء القاعة الرئيسية لمتحف اللوفر في باريس بفرنسا، دون أن تبادر مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دون تقديم أي توضيح حول هذه المعلمة الأثرية المغربية الفريدة التي اختفت في ظروف غامضة.
وكانت مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بفاس، قد عمدت خلال فبراير 2014 على تعليق منشور أعلنت فيه أن " المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة فاس بولمان، قررت نقل ثريتين اثنتين من المنقولات الأثرية لجامع القرويين إلى متحف البطحاء بمدينة فاس قصد الترميم"، وذلك بعد أن لاحظ سكان وزوار جامع القرويين اختفاء "الثريا الكبرى"، التي تتوسط الجامع، و يبلغ قطرها 2,25 متر، كما يقدر وزنها بحوالي 1750 كلغ.
مصادر لـ"أنفاس بريس" أن الثريا الكبرى تم نقلها إلى باريس خلال يناير 2015 في ظروف معينة من ضمن 300 قطعة أثرية استثنائية مغربية، يتم إخراجها من المغرب لأول مرة للمشاركة في معرض يستضيفه متحف اللوفر بباريس مخصص للفترة الممتدة من القرن الحادي عشر وحتى القرن الخامس عشر، تحت شعار "المغرب الوسيط"، وقد افتتح المعرض رسميا، بحضور الأميرة للا مريم ووزيري الثقافة الفرنسي والمغربي ورئيس متحف اللوفر جان لوك مارتينيز ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المغربية مهدي قطبي، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وسياسية وثقافية وفنية واجتماعية، وكان من المفروض أن يتم ارجاعها إلى مكانها بالجامع، غير أنها اختفت من رواق مسجد وجامع القرويين بفرنسا بفعل مدروس وممنهج، حسب ذات المصادر.
ويذكر أن هذه الثريا الكبرى تعود إلى العصر الموحدي، حيث قام الخليفة أبو عبد الله الناصر الموحدي باقتراح من القاضي أبو محمد عبد الله بن موسى المعلم الذي عمل كخطيب للجامع بين 1202 و1219 باستبدال الثريا الزناتية التي نصبت خلال التوسعة الثانية للقرويين بمناسبة مقام عبد الملك المظفر بفاس لما لحقها من أضرار، حيث تم صهرها من جديد بالنحاس. وتخبر مصادر تاريخية أن هذه الثريا الكبرى كانت تستهلك لوحدها قنطارا وسبع قلل من الزيت، أي ما يعادل 70 لترا كل ليلة، الشيء الذي كان يكلف الكثير، مما جعل السلطان المريني أبي يعقوب يأمر بإضاءتها في ليلة القدر فقط بعدما كانت تقتضي العادة إضاءتها طيلة شهر رمضان المبارك، وقد استمرت إضاءتها بالزيت كل سنة في ليلة 27 من رمضان إلى أن استبدلت الزيت بالكهرباء، وذلك بأمر من السلطان المغفور له محمد الخامس سنة 193، أي عقب سنوات قليلة من تربعه على العرش، وكتب على إحدى الثريات الصغرى بالمسجد العبارة التالية: " الحمد لله قد جرى الإصلاح في جميع الثريات، وإدخال الضوء الكهربائي بأمر من جلالة السلطان سيدي محمد، أيده الله على يد ناظر القرويين الحاج عبد المجيد عام 1349 ."