الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
موضة و مشاهير

ميلودي الحمدوشي.. كولومبو المغرب في ذمة الله

ميلودي الحمدوشي.. كولومبو المغرب في ذمة الله الراحل ميلودي الحمدوشي
رحلَ عنا إلى دار البقاء د. ميلودي حمدوشي، المعروف بكولومبو.. رحمه اللهُ تعالى رحمة واسعة.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
إن هذا الرجُل، حُقوقي، أديب، مُثقف من الطراز الرفيع، وإلى هذا هو نموذج للأمنيّ المسؤول، بكل ما تعني المسؤولية المهنية..
د. ميلودي حمدوشي هو من أشهر كفاءات الساحة الأمنية ببلدِنا.. في ثمانينات القرن الماضي، كان مسؤولاً بطنجة.. وأثناء مُزاولةِ مسؤوليته الأمنية، لم يكُن يُفرّق بين فقيرٍ وغنيّ.. الناسُ أمامه سواسية.. وقد كتَبت عنه جريدةُ "لومُوند" الفرنسية مقالا تحدّثت فيه عن نزاهةِ "كولومبو"، وهي التّسمية التي أطلقَها عليه سكانُ طنجة.. وكان ينشرُ أولى قصصِه البوليسية في جريدة "الخضراء الجديدة".. 
إنه أولُ أديب كاتب في القصة البوليسية بالمغرب.. ومثلُ هذا الرّجل، لا ينجُو من مُؤامرات.. وذات يوم، فوجئ سكانُ طنجة بنقلِه إلى الرباط.. وكانت لي به علاقة فكريةٌ عميقة.. والتقيته عدةَ مرات، في طنجة والرباط.. وتحدّثنا في شؤون الأدب والصحافة.. وعرفتُ منه، فيما بعد، أنه فتحَ مكتبا للمحاماة في باريس.. رجُلٌ مُتخصّص في إشكاليات الجريمة وتعقيداتِها.. تخصّصٌ نفسي واجتماعي، ترجَمهُ إلى نماذجَ قصصيةٍ من الواقعِ في المغرب.. والهدفُ من هذا اللونِ الأدبي هو أخذُ العِبرة، مع الحيطةِ والحذَر، مع فهمِ واقعٍ محفوفٍ بمَخاطر.. الرجلُ مثقفٌ من الطراز الرفيع.. يربطُ الثقافةَ بالواقع.. وكان على صلة بمختلفِ المثقفين.
أحرّ التعازي إلى كل مسؤول نزيه في ربوع بلدنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون.