الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

فيضان تارودانت: نحن لا نموت قضاء وقدرا بل بفعل فاعل أو نائب فاعل أو ضمير مستتر!!

فيضان تارودانت: نحن لا نموت قضاء وقدرا بل بفعل فاعل أو نائب فاعل أو ضمير مستتر!! مشهد من فاجعة فيضانات تارودانت
كم أصبحت الفواجع والمآسي والكوارث الطبيعية متصالحة مع المغاربة
نحن لا نموت بقضاء الله وقدره، بل بفعل فاعل أو نائب عن الفاعل
نحن لا نموت موتنا البيولوجي، بل يقتلنا ضمير مستتر 
أصبحنا نموت بالمجّان
نحن من نعيش حرب دمار شامل
لا تقتلنا الصواريخ وتقتل في حرب الطرق
لا نموت بالقنابل العنقودية التي تمطر من السماء، بل نموت في محرقة "شارجور صيني"
نحن نموت موتا غبيا
يا للعار..أغبياء حتى في موتنا
يا للعار.. أغبياء في اختيار المسؤولين الذين يبيعون أرواحنا
يا للعار.. لا تكفيهم أصواتنا.. ويطالبون بقرابيننا وأكفاننا
يا للحقارة التي نموت بها 
في كل مدينة لون للحداد
في كل قرية طقوس العزاء
في كل بقعة من مغرب الهامش مآتم وجنائز
هناك بين منابت جبال تارودانت صمموا ملعبا على هيئة "مقبرة"
نصبوا الأعلام
علقوا الشعارات
وأطلقوا "الصفّارة" لبداية الاحتفال الجنائزي
لم تكن مجرد مباراة كرة قدم، بل قربان لوحش "أمغار" الجائع
كل شيء كان معدا سلفا في ملعب الموت
في رمشة العين اختفى الملعب واللاعبون ومنصة الجمهور
مرّ "الوحش" ولم ينس جائزته ولم يترك خلفه إلا الدّموع
انقلب الحفل إلى مأتم
اختفى كل شيء إلا الأعلام ظلت صامدة لسخرية القدر!!!!!
على بعد أميال وأميال سعد الدين العثماني يتفاعل من خلف شاشة هاتفه، وكالعادة، يكتب برقية تعزية مقتضبة يختمها بعبارة: إنّا لله وإنّا إليه راجعون
كأنّ لسان حاله يقول: وإنّا للحكومة وإنّا إليها راجعون!!!!!!