الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: موت بالمجان.. فمن المسؤول؟!

يوسف غريب: موت بالمجان.. فمن المسؤول؟! يوسف غريب
نعم،
الفيضانات تقع في كل بقاع العالم…
وألف نعم، إنها كانت استثنائية
وبنفس المؤمن بقضاء الله وقدره لا يسعنا إلا الترحم على كل الشهداء ومواساة كل المنكوبين على امتداد هذه الجغرافية المسماة جهة سوس ماسة، وخصوصا المداشر والقرى التي مازالت تعاني من العزلة إلى الآن. نعم الآن، وبعيدا عن أية مزايدة على الحدث… لنصدح بهذا السؤال لماذا فيضاناتنا لا شبيه لها في المعمور؟؟، فيكفي لبعض التساقطات المباغثة أن تترك جرحا غائرا في نفسيتنا نحن ساكنة ما بعد السكة الحديدية…التي لم تجد يوما غير شاحنة الازبال لنقل جثامين ضحايا فيضانات 12-12-2014.. ولم نخرج من صدمة فاجعة إجوكان التابعة واقعيا لإقليم تارودانت.. حتى ازداد الجرح أكثر ونحن نتابع مشهدا لفاجعة جديدة ومروعة نتج عنه وفاة سبعة أشخاص حسب بلاغ للسلطات المحلية بسبب الأمطار الغزيرة التي عرفها الإقليم مساء اليوم الأربعاء، والتي أدت إلى حدوث فيضانات بدوار تيزرت، جماعة إيمي نتيارت دائرة إيغرم وأضافت هذه السلطات المحلية إلى أن الأبحاث جارية من قبلها، وعناصر الوقاية المدنية وساكنة الجماعة للبحث عن مفقودين محتملين، مشيرة إلى أنه سيتم إخبار الرأي العام بكل المستجدات المتعلقة بهذا الحادث… لكن الا يمكن لهذه السلطات المحلية والجهوية والوطنية… وقبلها وبعدها أن تخبرنا عن من رخص لبناء ملعب لكرة القدم بمجرى الوادي…حتى تزهق كل هذه الأرواح بسبب سيول جارفة غمرت أرضية ملعبا بدوار تيزيرت (قبيلة اداونضيف،) تزامنا مع مباراة كانت نهائية بالفعل لمسار هم الحياتي… عوض أن تكون مبارة نهاية لدوري في كرة القدم
لا مراد لقضاء الله وقدره… لكن العقيدة الدينية نفسها تطالبنا باتخاد كامل الاحتياطات والحذر حتى لا ننلقوا بأنفسنا إلى التهلكة.. على مستوى الفرد فكيف على مستوى الدولة وبكل تفريعاتها المحلية والجهوية… فبفبناء الملعب محاديا للوادي هو التهلكة بعينيه… لا شك في ذلك.. خصوصا اذا استحضرنا الدراسات التي أنجزتها مصالح كتابة الدولة في الماء والييئة منذ مدة تشير إلى أن منطقة سوس ماسة من أكثر المناطق تهديدا بالفيضانات في المغرب، بل إن حوالي 50 موقعا داخل الجهة يتميز بخطورة عالية،.. تقع أغلبها بإقليم تارودانت… أين وقع هذه الدرلسة وأخدها بعين الاعتبار أثناء بناء الملعب هناك.. أين هي عيون السلطة التي لا تنام أثناء بنائه… هو الجواب الذي ينتظره الجميع.. وتحدد فيه المسؤولية والمحاسبة…
أكثر من هذا… لماذا لم تستطع السلطات المحلية والجهوية وهي التي توصلت بنشرة انذارية من الأرصاد الجوية.. لماذا لم تستطع على الأقل أن توقف هذه المبارة.. وتطالب بتأجليها…
لم نعد نطيق هذا التهور واللامسؤولية اننا بكثرة هذه الفواجع صار سقف مطالبنا بهذه الجهة الحفاظ على أرواحنا في حده الأدنى.. لاغير هي أرواح فارقتنا بقدر ما ندعوا لها بالرحمة والمغفرة بقدر ما تبقى معلقة في رقاب كل من رخص.. وسكت عن هذا الخرق.. أو ساهم من قريب أوبعيد في إنجاز ملعب بجانب الواد.. إنجاز..وبهذا الوصف.. هو ببساطة قمة التهوّر والعبث لدى مسؤولي المنطقة.