بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد النور بضواحي العاصمة النرويجية "أوسلو" يوم السبت 10 غشت 2019، تجدد النقاش في صفوف المهاجرين العرب والمسلمين بالدول الغربية، من تنامي العداء لهم، خاصة وأن مذبحة نيوزيلندا، التي استهدفت مسجدا، مازالت جراحها لم تندمل بعد.
في هذا الإطار تنشر "أنفاس بريس" مقتطف من مقال مطول سبق أن نشرته مجلة "صوت النرويج" عن صعود المد النازي المعادي للأجانب بأوربا وبالدول الشمالية بالأساس. للإشارة المقال المذكور سبق نشره يوم8 مارس 2016.
"...وأخيرا ظهرت أصوات نسمعها من أطراف عنصرية في المانيا واسكندنافيا تعكس رغبتهم بالتخلص من الاجانب المقيمين في بلدانهم ولا سيما العرب والمسلمين منهم بطريقة الترحيل او ايقاف الهجرة، ويعتقد هؤلاء ان في فنلندا مثلا ما يقارب السبعين بالمئه من الجرائم التي تحدث هي بسبب كثرة تواجد الاجانب والعرب في بلادهم وهم دائما يوجهون التهم الاولى للاجانب، كما يتفق اغلبيتهم ان الكثره للاجانب تسبب خلل في التركيبه السكانيه والنسل ايضا كون الاجانب لديهم عادات وتقاليد مختلفه و دخيله على الثقافة الاوربيه، وهم لا يطيقونها لاسباب ومن اهمها كثرة التواجد للمسلمين في هذا البلد او ذاك في اوروبا، او حتى رعايا الدول الفقيره لديهم، وان هذه الأحزاب او المجاميع الاوربيه من أشد المعارضين لدخول تركيا الى الاتحاد الاوروبي وتوجد احزاب تدعم وتؤيد العنصرية والفكر النازي الذي ولد في المانيا واسسه هتلر، ولديهم ولاء واضح له ولافكاره ومن بينهم الحزب الاشتراكي الألماني والحزب سومن سيسو في فنلندا ومن اشدها واشرسها وهم يقفون ضد الهجره وتدفق اللاجئين الى فنلندا ، وكذلك حزب الاشراقه الذهبيه في اليونان وغيرها من الاحزاب التي بدأت بتوضيح افكارها العنصرية مؤخرا.
أما نظرة بعض الأحزاب والمجاميع العنصريه في أوربا لموضوع الحروب التي ترتكب في المنطقه العربيه من جهة و الضغوطات العنصريه من جهة اخرى حيث تواجه المنطقه تقلبات سياسيه و حروب طاحنه بين المتمردين و شبكات ارهابيه مسلحة و بين السلطه والنزاع معها للتخلي عن كرسي الحكم ، والكلمه للاقوى طبعا ما اضطرت شعوب تلك المناطق بالتفكير بالهجره الى اوروبا وهنا ناتي الى (الشاهد ) وهو مربط الفرس.
حيث يقوم المهاجرون بتحمل العناء ومخاطر الطريق للوصول الى ما يعتبرونه الملاذ الامن لهم الا وهي القاره الأوربية ( العجوز ).ولكن معظم امالهم باتت مجهوله بسبب غالبية القرارات بالرفض الاوروبي لاستقبالهم او مخاوف تسفيرهم بعد وصولهم الى حيث ما اتى به القدر، لقد شهدت اوروبا اسوء ازمة مهاجرين منذ انهيار الحزب النازي والنظام القائم عليه في برلين حيث ولد انقساما دراماتيكيا بين اعضاء الاتحاد الاوروبي ؛ بين مؤيد و معارض حيث تصدرت هنغارياقائمة الدول الرافضه للمهاجرين والمتشدده حيال دخول اللاجئين ، بينما تعد المانيا وجهة البلد الأفضل لهم وعليهم المرور من هنغاريا (وهنا المصيبه) والذي لا يمكن حلها حيث عملت سلوفينيا، كرواتيا و مقدونيا واخيرا النمسا طوقا لاقفال حدود دولهم امام اللاجئين و المهاجرين ليصبحو بين مطرقة الهجره ومتاعبها وسندان الحدود المقفله من امامهم ولا خيار لهم الا ان يصبرو على ما اصابتهم من ظلم .
... فاصبح المهاجر بين خيارين لا ثالث لهما اما الموت السريع في بلده واما الموت البطئ الرحيم في الغربه، وما تبقى سوى اعلان رسمي عن عدم الرغبه في وجود العرب في القارة الاوربية ليولد فجرا جديدا من بعض العنصريين لولادة الفكر الهتلري بأسلوب معادي اخر ويظهر للعلن ولاول مره، بصوره غير مباشره من المانيا و بالذات سلوفينيا التي صرحت في وقت لاحق انها لاترغب او تفكر في استقبال لاجئين او مهاجرين وأنها فقط تستقبل هؤلاء ممن يكونوا من الديانه المسيحيه حصرا .
أما في النرويج فبعد وصول إعداد كبيرة من اللاجئين على ارضها برزت ازمة إقامة المهاجرين واللاجئين الى الوجود بشكل واضح ، مما أدى الى قيام نشاطات لجماعات يمينيه متطرفه هنا و هناك لا تؤيد وجود المزيد من اللاجئين في بلدهم ، وفي السويد ايضا و الدنمارك ايضا وازدادت نسب الاعتداءات والرفض لوجود ميول عنصريه لدى بعض المنظمات وعدم رغبتهم بتواجد للمواطن الشرق الاوسطي في بلدانهم ، وظهرت حالات فرديه للتعدي و تحرش ، من أطراف لهم سوابق اجراميه لدى الشرطه النرويجيه كما افادت احد الصحف.
في الشارع النرويجي لبعض المدن الكبيرة تنامى ظهور ولو بشكل ملحوظ في الآونة الاخيره لتصرف جماعات متطرفه يقال عنها انها مدعومه من جهات او احزاب رسميه ومعروفه في البلاد تقوم بتصرفات فرديه تدعي بها الحمايه للنساء النرويجيات في الشوارع والأماكن العامة من تحرش الأجانب وتطلق على نفسها هذه الجماعه (جند ايدن ) وترتدي هذه المجموعة ملابس سوداء و يقوم أفرادها بتغطية الرأس بشكل مخيف، ويمارسون طقوسهم الغريبه فيما بينهم."
عن مجلة " صوت النرويج" بتصرف