الجمعة 29 مارس 2024
جالية

الوزير بنعتيق: مغاربة العالم يحتفلون بالميثاق التاريخي المستمر الذي يربط الملك بالشعب..

الوزير بنعتيق: مغاربة العالم يحتفلون بالميثاق التاريخي المستمر الذي يربط الملك بالشعب.. عبد الكريم بنعتيق
من المؤكد ان قوة المملكة المغربية تكمن في الميثاق التاريخي المستمر، الذي يربط الملك بالشعب. وتأسيسا على هذا المعطى الثابت دأب المغاربة المقيمون بالخارج على الاحتفال كل سنة بمختلف مقرات البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة المغربية بالخارج، للتعبير عن ولائهم ولتجديد ارتباطهم الوطيد بالعرش المجيد
وهي مناسبة يتم فيها استحضار الإستراتيجية المتبعة في حماية الهوية المغربية لدى مغاربة العالم وتحصينها،وعرض والتعريف بالأوراش والإنجازات المحققة طيلة عقدين من الزمن، ولعل على رأس هذه الأوراش الهامة التي بوأت المملكة مكانة رائدة دوليا وجهويا، توجد السياسة الوطنية المعتمدة في مجال الهجرة واللجوء، حيث تميزت بإبعادها الثلاثة؛ فهي إنسانية في فلسفتها، شمولية في مضمونها، ومسؤولة في منهجيتها.
وقد حظي المغرب بفضل انخراطه القوي والفريد في مجال تدبير الهجرة، بتقدير وإشادة من المنتظم الدولي، أهَّلهُ لتولي إلى جانب ألمانيا، الرئاسة المشتركة للنسخة الحادية عشر للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية المنظم سنتي 2017-2018.
وفي نفس الإطار، استضافت مراكش يوم 10 دجنبر2018، الميثاق الذي تم اعتماده لأول مرة في التاريخ بهدف وضع إطار لهجرات آمنة ومنتظمة..
في هذا السياق العام إذن، عملت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة على إشراك أفراد من الجالية في فعاليات اللقاء الذي نظمته هذه السنة تخليدا للذكرى العشرين لعيد العرش بمشاركة أكثر من 120 مغربية ومغربي مقيم في 64 بلد استقبال بمختلف القارات، وذلك صباح يوم الاثنين 29 يوليوز 2019 بحدائق إحدى الفنادق المصنفة بالرباط.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة الوزير عبد الكريم بنعتيق صرح بأن اللقاء بأفراد من مغاربة العالم اليوم للاحتفال معهم بالذكرى العشرين على تربع صاحب الجلالة على العرش...وكانت فرصة وقفنا فيها جميعا عند المشروع التنموي الكبير الذي تقوده الإرادة الملكية، نحو آفاق يحتل فيها المغرب المكانة التي يستحقها ضمن الدول الكبار، وبطبيعة الحال يضيف بنعتيق كانت الحصيلة طيلة عقدين من الزمن متميزة واستثنائية، فقد تحدثنا عن القطار فائق السرعة TGVوالذي يعتبر المغرب الوحيد في أفريقيا الذي استطاع أن ينجز هذه المعلمة الهائلة التي تتطلب التحكم الكبير في التكنولوجيا الخاصة بالسرعة الدقيقة ، وتحدثنا كذلك مع مغاربة العالم عن معلمة أخرى هي طنجة المتوسط والتي بها لصبح المغرب يحتل المرتبة 45 عالميا ضمن الموانئ الكبرى على المستوى التجاري، وتطرقنا يتابع الوزير بنعتيق إلى الطرق السيارة حيث بات المغرب يعد أول دولة تتوفر على شبكة الطرق السيارة في أفريقيا، وكذلك لم تنس المشاريع الفلاحية الكبرى التي جعلت المغرب يكون من بين المصدرين الأساسيين، كما ناقشنا التحول الاقتصادي الصناعي فيما يخص قطاع السيارات وقطاع صناعة الطائرات، لهذا يضيف بنعتيق بأن الجميع مفتخرا بما حققه المغرب من إنجازات كبرى، والتي كانت من وراءها إرادة ملكية تسعى دوما إلى أن يرقى المغرب ويسير بعيدا على درب التنمية، وعلى المستوى الاقتصادية الاجتماعية والمؤسساتية، وأيضا على مستوى التفاعل مع مغاربة العالم وتطلعاتهم.
وأكد بنعتيق بأن الحديث عن المنجزات قاد بنا إلى الحديث عن المستقبل وكيف يمكن رفع تحديات المستقبل موضحا أن مغاربة العالم سيكونون هم الطرف الأساسي في كل معادلات التنمية وذلك لأن مهم من شبان وشابات من وصلوا إلى مواقع صناعة القرار بدول الاستقبال في مجموعات من القطاعات الصناعية والخدماتية، وفي قطاعات البحث العلمي، وكذلك قطاعات التعليم والتلقين، ومعنى هذا انه سيكون للمغرب حضور قوي كراسمال بشري مهم وكثروة ثمينة لمشاريع المستقبل ؛حيث سيساهمون ولاشك غدا في نقل التكنولوجيا وفي الصناعات الكبرى وفي خلق ديناميكية جديدة نحو مستقبل أفضل.
ولا تفوتني الفرصة يستطرد الوزير بنعتيق كي أسجل الحضور الوازن في هذه الدورة لبعض لباحثين والذين تابعوا استماعا وقولا أشغالها يشكل جيد، ويتعلق الأمر من جهة بالأستاذ أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماءالذي شرح المرجعية التي تميز الإسلام المغربي الوسطي المعتدل والذي عرف عبر قرون عديدة اجتهادات كبيرة خلفت تراكمات إيجابية في مجال البحث العلمي والديني، وقدم العبادي الخطوط العريضة لنتائج ذلك و هذا الارتباط المشهود بقيم الإسلام الوسطي، والذي جعل المغربي أينما كان مثالا ونموذجا في العيش مع الآخر واحترام الآخر وقبول الآخر بغض النظر عن الاختلاف اللغوي الاثني أو العرقي أوالديني.
ومن جهة أخرى الأستاذ محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، وهو من أهم الخبراء في مجال الوحدة الترابية الذي عرض الأشواط الأخيرة التي قطعها المغرب والانتصارات التي حققها على الصعيد الدبلوماسي برؤية ملكية حكيمة ومتبصرة وفي عالم صعب يشهد العديد من التعقيدات .
وخلص بنعتيق إلى أنه يجب على المغاربة علاوة على الاعتزاز بوطنهم أن يكونوا حاضرين أمام معادلة الارتباط بقيم الإسلام الوسطي المعتدل من جهة وفي نفس الوقت تواجدهم في الصفوف الأمامية لمواجهة المخططات الانفصالية التي تحاول أن تفصل المغرب عن صحراءه العزيزة، وبالتالي فالدورة اليوم هي محطة للتذكير بهذه الرؤية الإستراتيجية، التي تبناها المغرب حتى تكون حاضرة بشكل يومي لدى مغاربة العالم الذين يعتبرون بمثابة سفراء المغرب في بلدان الاستقبال وعبر مختلف القارات.