الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب:أكادير… ومحرقة أمسكرود

يوسف غريب:أكادير… ومحرقة أمسكرود يوسف غريب
أصبح الخوف والتوجس يلازمنا حد الهوس طيلة فترة انتظار عودة قريب أو صديق من مراكش نحو أكادير…بل وأصبح كل اتصال هاتفي معهم لا يخرج عن التذكير بالتريّث والحذر والتركيز أكثر أثناء المرور بسلام بمنحدر أمسكرود.. ومع كل الاطمئنان؛ نجد بعض الأمهات لا يرتح لهن بال حتى يشاهدن صورا لفلذاتهن قرب آخر نقطة الأداء مرسلة عبر الوات ساب…
إلى هذا الحدّ.. وليس في الأمر أية مبالغة لأن هذا المنحدر مرتبط بالموت.. عبر احتراق وتفحيم جثث الضحايا وبأعداد قياسية منذ افتتاح الطريق السيارة الرابط بين أكادير ومراكش الذي عمّر إلى حد الساعة ثمان سنوات استطاع أن يسجل رقما قياسيا في حصد أرواح الأبرياء..
وحتى الناجون وبأعجوبة يعيشون بعاهات مستديمة.. مما يؤكد وجود عيوب تقنية شابت أشغال بناء مقطع طرقي يبلغ انحداره 5 في المائة مما يشكل خطرا على السائقين ومستعملي هذا المقطع الذي يبلغ طوله 16كلم… وهذا يتناقض تماما مع الفلسفة الطرقية التي من أجلها ابتداع الطريق السيارة المراعية لمعايير السلامة والآمان بتقليل الانحدارات والمنحنيات في الطرق، مع التعبيد الجيد.
. إن أرقام ضحايا محرقة أمسكرود هي التي عوّدتنا على تعميم هذا الخوف والقلق اتجاه أحبائنا أثناء عودتهم إلى الدّيار… طبعا مع استثناء كل المسؤولين عندنا في المدينة والجهة…لأنهم ليسوا من مستعملي هذا المنحدر في سفرياتهم.. وهذا ما يفسّر هذا التجاهل التام لهذه الفواجع المتكررة بالمرة…من أعلى سلطة ولاية إلى آخر برلماني.. وبهذا الجيش من ممثلي السكان… ولا حتى استنكار في حده الأدني.. أليس من مسؤوليات برلماني الجهة أن يساءلوا وزارة النقل واللوجستيك في أسباب تكرار هذه الحوادث…مع وزارة التجهيز..وما الذي يمنع السيد الوالي في عقد يوم دراسي من الخبراء والمختصين حول هذه الظاهرة المتكررة وببشاعتها…هذه أرواح تزهق.. وأعتقد أن جميع الولاة الذين تناوبوا على ولاية أكادير.. هرعوا يوما إلى هناك للوقوف على حجم المأساة التي يحدثها هذا المنحدر.. ولا واحد منهم وظف سلطته ووضعه الاعتباري للحد من هذا النزيف.. لا أحد إلى الآن..
هي أرواح على مسؤولية ذوي القرار وطنيا وجهويا ومن جميع المستويات…وغير مقبول أن نبقي ساكتين حتى تقع محرقة أخرى.. غير مقبول هذا التجاهل والإهمال لا أخلاقيا ولا شرعا…ويكفي أن نستحضر قولة عمر بن الخطاب ( لو عثرت بغلة في العراق.. لسألني الله.. لمَ لمْ تمهّدْ لها الطريق ياعمر “
هي أرواح تساءل كل مسؤول يملك السلطة لإيقاف هذا النزيف… ولمْ يفعل…مسؤول هنا وهناك..
أما نحن…فالطريق الوطنية أرحم وأرخص.